يتنافس المستوطنون مع "الارهاب" الفلسطيني باعتباره التهديد الاول على نوعية حياة الدولة وجوهر مستقبلها. هذه المقولة ستصطدم، بالطبع، بذلك الصنف من ردود الفعل الهائجة، المهانة، المتملقة ودعيّة الصهيونية، التي اصبح جمهور المستوطنين متخصصًا بها. لكن لا مبالغة في هذه المقولة. اذا ما انطلق، قريباً وبصورة جدية، تحرك امريكي - اوروبي لاستئناف المفاوضات، فلن يستطيع احد التشويش والتخريب عليه اكثر من المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
خطر التخريب من طرفهم اكثر منه حتى من طرف رئيس الحكومة. فهو سيكون خاضعا لضغوط امريكية، اما هم فلا. هو يعرف الانحناء امام الضغوط، بينما هم سيجعلونها سلاحًا في الصراع.قوة المستوطنين هي ظاهرة خطيرة لأن متكأها ليس الجمهور الاسرائيلي. فغالبية هذا الجمهور تعبر، بمثابرة واستمرار، عن الاستعداد لتفكيك المستوطنات من اجل التوصل الى تسوية. قوة الاستيطان السياسية تنبع من الدعم السياسي - الحزبي الذي يقدمه اليمين الحاكم. انها حركة كبيرة، لكنها معزولة في المجتمع الاسرائيلي. يغذيها نوع من الشعور بالذنب - المبرر - لدى غالبية السياسيين الحاليين، من اليمين ومن اليسار، على اسهامهم طوال سنوات في تعزيز هذا التيار. من السهل على المستوطنين، الآن، العزف على اوتار المسؤولية التاريخية على مر الأجيال. لا يجوز السماح لهم بالاستمرار على هذا المنوال. وليس هنالك أي سبب يمنع قلب امورهم رأساً على عقب.
البروفيل الذي تم اعداده مؤخرًا عن شخصية وسلولكيات الرئيس السوري بشار الأسد يجزم بأنه انسان غير متوقع، قابل للتأثير، وغير مستقر وذو اعتبارات "اشكالية". مصدر سياسي اسرائيلي كبير يلخص قصة الاسد، بأعين اسرائيلية، بجملة واحدة: "الرجل غريب الأطوار".
تتفق تقديرات غالبية الجهات الامنية والاستخبارية الاسرائيلية مع الرأي القائل إن الهجوم المتوقع على العراق سيؤدي الى انعطافة بعيدة الأثر في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني ايضاً. هكذا يلخص الوف بن المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" (2 آذار) الموقف السياسي العام في اسرائيل حيال التطورات الاخيرة في الشرق الأوسط.
لكن الوسط السياسي الاسرائيلي تلقى مؤخراً تقديرات مغايرة من جهاز الأمن العام "شين بيت" ترى انه لا توجد صلة مباشرة بين الاحداث في العراق والسلطة الفلسطينية. <الحلبة العراقية بعيدة والفلسطينيون غارقون بأنفسهم – يقولون - وحتى لو انهارت سلطة صدام سريعاً، وتورطت الولايات المتحدة في "الوحل العراقي"، فلن تحدث تغييرات دراماتيكية في السلطة الفلسطينية>.
وزراء الحكومة الأسرائيلية الجديدة: المهمات الثلاث الأولى امام كل وزير تسلم 22 وزيرًا في حكومة أرئيل شارون الجديدة مهام مناصبهم الجديدة. ويخوض كل وزير على انفراد معركة الميزانية بالدرجة الاولى، علاوة على المهمات الكبيرة المطروحة على جدول الإعمال العام والخاص بكل وزارة ووزير.
فيما يلي ملخص عن المهمات الثلاث الأولى التي تقع برأس أجندة الوزراء الجدد في معظم الوزارات المختلفة:
الصفحة 828 من 860