قريباً، ستنشب الحرب ضد العراق وسيلف ستار من التعتيم ما يجري في المناطق الفلسطينية. لن يأبه ولن يعير أحد ذلك أي انتباه، طالما أن الأحداث لا تعيق مجرى تلك الحرب المتوقعة. وفي ظل هذا التعتيم قد تقع أحداث خطيرة من الجدير التحذير منها منذ الآن.ليس لأن "نورا" ساطعا يسود الآن هناك، فهناك منذ أمد بعيد شعور (في إسرائيل والعالم) بأن كل شيء مباحاً في الحرب ضد الفلسطينيين، بدليل أنه ما من أحد يحتج على ما يحدث، لا على القنابل العنقودية التي تطلق على ملعب لكرة القدم، ولا على الفلاحين والمزارعين الذين يصرعون برصاص القوات الإسرائيلية، ولا على هدم البيوت بمعدلات مرعبة (مؤخرا جرى هدم 22 بيتا فلسطينيا في يوم واحد) أو هدم وتدمير سوق بأكمله في يوم آخر، ولا على تدمير منزل مطلوب لم يلق القبض عليه بعد على رؤوس ساكنيه، كما حصل في قضية مصرع "كاملة أبو سعيد" (65 عاما). كل هذه الأعمال حصلت في الأسبوع الفائت فقط.
حمل استطلاع معهد "داحف" الاسرائيلي المنشورة نتائجه في "يديعوت احرونوت" (9 يناير) نتائج مختلفة قليلا عن نتائج استطلاع "ديالوغ" ("هآرتس"، 9 يناير) حول علاقات القوى على الساحة الانتخابية الحالية. وافادت النتائج الجديدة ان "الليكود" يحصل في استطلاع "داحف" على 28 مقعدا فقط (زيادة مقعد واحد عن استطلاع "ديالوغ") مقابل 32 مقعدا في استطلاع الاسبوع الماضي لنفس المعهد و 38 مقعدا في الاستطلاعات التي سبقت نشر أنباء فضائح الفساد المختلفة في "الليكود".
ويقول الاستطلاع ان "شينوي" يوسف لبيد يستولي على الاصوات الهاربة من "الليكود" لترتفع قوته الى 17 مقعدا. ويحصل "الاتحاد القومي – اسرائيل بيتنا" (10-11 مقعدا) على قسم من هذه الاصوات، بينما يبقى العمل عند حاجز الـ 21-22 نائبا (اقل بمقعدين من استطلاع "ديالوغ").
بقلم يوسي ألفرتضم النسخة الجديدة من خريطة الطريق الكثير من العناصر الإيجابية. ولكنها ليست في الواقع مفيدة.
في تشرين الأول الماضي عندما ناقشت النسخة السابقة من خريطة الطريق أشرت إلى أن أهم مظهر إيجابي لهذه الوثيقة التي – بخلاف ذلك – لا نفع لها، إنما يتمثل في تبين أن قرار مجلس الأمن 242 ليس أساسا كافيا لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وبتوظيف القرار 1397 (الذي يؤكد هدف الدولة الفلسطينية)، والإشارة إلى ما يدعى بالمبادرة السعودية التي تعرض "قبول الدول العربية علاقات طبيعية مع إسرائيل، والأمن لجميع الدول في المنطقة"، فإن خريطة الطريق أضافت عناصر جديدة مهمة لجهود السلام المقبلة.
"نحن نرفض تربية أطفالنا للذهاب إلى الحرب، ونرفض تجاهل جرائم الحرب التي ارتكبت باسمنا، ونرفض دعم الاحتلال، ونرفض الاستمرار بممارسة حياة عادية بينما يعاني شعب آخر بسببنا..".
الصفحة 765 من 860