اسرائيل هي المكان الذي تختلط فيه المصطلحات عادة. فقد اعتدنا، على سبيل المثال، ان نشخص "السياسي" مع "الحزبي". ولكن عندما تصل الأمور الى الضمير، الذي يتجادل الفلاسفة حول ماهيته الدقيقة منذ عهد افلاطون، تصبح الأمور ضبابية بشكل خاص.في الأشهر القريبة سيقف الجهاز القضائي- العسكري أمام فحص مثير، بشكل خاص، للحدود الفاصلة بين الضمير والسياسة. فبعد ان حسمت المحكمة العليا قضية المقاتلين في الاحتياط، الذين رفضوا الخدمة في الاراضي المحتلة، وقررت ان رفضهم الخدمة يعتبر انتقائياً ولذلك فهو باطل، طولبت المحكمة العسكرية في يافا ببحث قضية خمسة من الشبان، الذين يطالبون بالاعتراف بهم كرافضي خدمة لأسباب ضميرية بسبب افعال الجيش الاسرائيلي في الاراضي المحتلة. وفي هذه المرة يقف الجهاز، الذي دأب على تمييع امور كهذه، في حالة استفار. والحسم، الذي لن ينتهي على ما يبدو هنا، من المفروض ان يحدد فيما اذا كانت أفعال الجيش الاسرائيلي في إطار الاحتلال تجعله جيشاً غير أخلاقي بشكل جلي، بحيث لا تجوز الخدمة فيه.
بروفيسور يئير زيمون / الاقتصاد العالمي
حرب مُحفّزة
تبدو الحرب على العراق قصيرة وناجحةً، قياسًا للتكهنات التي كانت عشيتها، كما أنه من المتوقع أن يكون لها تأثير أيجابي على الاقتصاد العالمي.
كان من شأن هذا المستند أن يكون مستندًا جيدًا فيما:
لو أراد كل الأطراف التوصل إلى تسوية عادلة حقاً.
لو كان شارون ورفقائه مستعدين حقًا لإعادة المناطق المحتلة وحل المستوطنات. لو كان الأمريكيون مستعدين لتنفيذ ضغط مكثف على إسرائيل.
لو كان يحكم واشنطن رئيس مثل دويت آيزنهاور، الذي لم يكترث لأصوات اليهود وتبرعاتهم.
في جلسة "الكابينيت" الليلية، يوم الأربعاء الماضي، بعد عملية حيفا، سمع الوزراء تقريرًا من عناصر أمنية عن نشاطات الجيش الاسرائيلي في غزة. وقد أوضح وزير "الأمن"، شاؤول موفاز، وقياديو الجيش الاسرائيلي و"الشاباك"، أن العمليات الواسعة في الضفة الغربية نجحت في السيطرة على البنى التحتية لـ "الارهاب" هناك، على الرغم من نجاح الفلسطينيين في تنفيذ عمليات، من مرة إلى أخرى. ويتركز المجهود الحربي الآن ضد بنى "حماس" التحتية، التي تتخذ من قطاع غزة مركزًا لها.
الصفحة 762 من 859