صفقة الأسلحة الكبيرة الأخيرة التي عقدتها سوريا لصالح العراق، واثارت غضب الولايات المتحدة بشكل خاص، هي امتلاك 500 صاروخ حديث مضاد للدبابات. انها صواريخ "كورنط" المشار اليها لدى حلف "الناتو" بـ AT- 14 موجهة بالليزر ويبلغ مداها الأقصى حوالي 5،5 كيلومترات. هذه الصواريخ تم تطويرها في الصناعات العسكرية الروسية وتم اقتناؤها من مصنع KPB في روسيا وتم نقلها الى العراق عن طريق سوريا .
ان قبول خريطة الطرق التي اقترحتها اللجنة الرباعية من شأنه ان يحقق لـ (الرئيس الفلسطيني) ياسر عرفات اهم انتصار في حياته. وعلى الرغم من انه (اي عرفات) أخل بشكل سافر بكل التزاماته المنصوص عليها في اتفاقيات اوسلو، ورغم انه يتحمل المسؤولية عن قتل اكثر من 1000 اسرائيلي - من بينهم قرابه 800 قتيل صرعوا خلال احداث العامين الاخيرين - الا انه لا زال يفلت من العقاب. وعلى العكس، فانه يحتفظ بالتنازلات المفرطة التي قدمت له في اوسلو، ويحصل فوقها على مكاسب جديدة رفض حتى يوسي بيلين وشمعون بيرس منحها له: اقامة دولة مستقلة، "دولة تتمتع باستقلالية، قابلة للحياة، وذات سيادة ووحدة جعرافية قصوى"، باعتبار ذلك مبدأ غير قابل للتفاوض.هذه الدولة هي الهدف المركزي في خريطة الطريق، وهو ينبع من قناعة طائشة لدى "اللجنة الرباعية" مؤداها ان قيام مثل هذه الدولة سيؤدي في حد ذاته الى احلال السلام.
أكثر الاسرائيليين قربى اليوم من جورج بوش، وهو ضيف ثابت في ساعات فراغ الرئيس، هو رجل "الموساد" غبريئيل ألون. مهنته العلنية، ترميم التحف الفنية، الأمر الذي يمنحه غطاءً مريحًا للتجول في العالم، وخاصةً الاهتمام بالسرقة النازية. وألون، كبير "التصفية المُركزة" (الاغتيالات)، هو قاتل جريء وبارد الأعصاب، مثل الضابط المسؤول عنه في "الموساد"، أري شومرون. ومؤخرًا، في رحلة جمعته مع البابا، خرج ألون لينتقم من موت صديق قتل في برلين، حيث أقام هناك في عطلة سنوية جزئية - مع أن رجال "الموساد" لا يخرجون في الواقع إلى عطل سنوية. ونحن، وليس الصقلانيين، أوجدنا الانتقام، يؤكد ألون.غبريئيل ألون هو البطل المتخيل لكتاب "الحريص"، من تأليف دانيئيل سيلفا، وهو واحد من كتابين يقرؤهما بوش الآن؛ وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الكتاب الثاني هو "المحتلون" (صيغة الفاعل)، من تأليف مايكل بشلوي، وهو عن ترميم ألمانيا المحتلة. وفي نهاية اليوم، أو في كامب ديفيد في نهاية الأسبوع، يرتاح بوش من إدارة الحرب على العراق بمساعدة دانيئيل وغبريئيل، اللذين يدفعانه لتصفية الحساب مع النازيين ومساعديهم، ومن أجل التنويع، يتعلم كيف يحيي عدوًا منهزمًا.
بهذا العنوان – التساؤل – اعلاه، يستهل الكاتب الراديكالي كيرباتريك سيل مقاله الذي يطرح فيه تأملا يعد من وجهة نظر الغالبية الساحقة لليهود في اسرائيل، جنونياً، وانني لعلى يقين بأن الكثيرين سيرون فيه (اي التأمل) خطرًا أمنيًا.يقول سيل في مقاله ان اقامة دولة اسرائيل في قلب تجمع عربي في الشرق الاوسط كانت "خطأ مأساويا"، لأن العرب سيرفضون دومًا اليهود المتواجدين بين ظهرانيهم، لكونهم جاؤوا بقوة الاحتلال والتفوق.
الصفحة 769 من 860