قبل 120 سنة افتتح تاريخ العلوم عهداً مختلفاً على نحو جذري، مع تطوير نظرية الكم الفيزيائية. وبلغت، في العقد الثالث من القرن الماضي، الفيزياء التجريبية مرحلة تمكّنها من إجراء نمط التجارب الكَموميّة في المختبر، عبر قياس مستويات الطاقة الخاصة بالجسيمات، كما تركيبتها الداخلية، واحتمال حركتها على هذا النحو أو ذلك، وتوصيف حركة الذرة بوصفها محصّلة احتمالات حركتها (مبدأ التراكب superposition). بينما، في راهن أيامنا، تتسابق دول العالم في الاستثمار في ما يعتبر "ثورة الكم الثانية" متمثلة في "الحاسوب الكَمومي" بوصفه يتجاوز قصور الحاسوب الكلاسيكي الذي نستخدمه اليوم، عن الأداء المتزامن في مستويات مختلفة ومتعددة، والوقت الطويل الذي يحتاجه من أجل أداء مهمات حسابية وقياسيّة معيّنة.
بيّن استطلاع "مؤشر الصوت الإسرائيلي" الأخير، لشهر نيسان الماضي والذي أُجرِيَ فعلياً في الأسبوع الأول من أيار الجاري ونُشرت نتائجه الأسبوع الماضي (12 أيار الجاري)، أن أغلبية كبيرة نسبياً من الجمهور الإسرائيلي ترى أن الأفضلية العليا، من حيث المصلحة القومية الإسرائيلية في الوقت الراهن، هي لصفقة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية تؤدي إلى إطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة. وبهذا الهدف المرجو تحقيقه منها، فإن مثل هذه الصفقة هي المفضَّلة على "عملية عسكرية واسعة النطاق" في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
تتواصل المواجهة بين نقابة المعلمين في إسرائيل وبين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي يقود سياسة تمس بالحقوق النقابية الأساسية، وتتمثّل أخيراً في مسعاه للخصم من رواتب المعلمين الذين يشاركون في إضرابات تعلنها النقابة. واحتجاجاً على هذا المساس بالرواتب أعلنت نقابة المعلمين الإضراب ووقف الدراسة مدة ساعتين يوم الأحد الأخير، 19 أيار. وتفسّر نقابة المعلمين على لسان رئيسها ران إيرز هذه الخطوة على أنها جزء من مخطط لخصخصة نظام التعليم وتحويل المعلمين إلى موظفين متعاقدين بعقود فردية، وبالتالي ضرب الحق الأساس في تنظمهم النقابي الجماعي، مما يضعهم منفردين أمام كل محاولة حكومية قادمة للنيل من حقوق عمّالية إضافية لهم.
مع قرب دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ220 أمس الاثنين (13 أيار 2024) توضح المؤشرات المتراكمة إلى الآن ما يلي من تطورات:
أولاً، عزّز الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة قواته في قطاع غزة بفرقتين، وبذا أصبح مجموع عدد الفرق العسكرية 4 فرق، وذلك على النحو الآتي: الفرقة 162 في شرق رفح جنوبي القطاع، والفرقة 99 في وسط القطاع وهي متركزة في "الشريط" الذي يفصل بين شمال القطاع وجنوبه وفي حي الزيتون، وفرقة غزة التي ترابط بالقرب من المناطق الحدودية ولا سيما في دير البلح، والفرقة 98 التي بدأت باجتياح جباليا.
الصفحة 54 من 883