يجري مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، ومكتب رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، مؤخرا، اتصالات بينهما بهدف حل الأزمة في علاقات الدولتين على أثر الحرب الإسرائيلية على غزة وانتقادات تركيا لإسرائيل. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 2.2.2009، عن مصدر رفيع المستوى في مكتب أولمرت قوله إن المستشار السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، شالوم ترجمان، يجري في الأيام الأخيرة اتصالات مع مستشاري أردوغان وأنه تم خلالها تبادل رسائل تهدئة.
وأوضحت مصادر في مكتب أولمرت، أمس، أنه "لا توجد أية رغبة لدى إسرائيل بمواصلة تعميق الأزمة. ونحن نعمل من أجل تهدئة الخواطر، فالعلاقات مع تركيا هي ذخر إستراتيجي لكلتا الدولتين ونحن مهتمون بأن تستمر بهذا الشكل في المستقبل".
وكان أولمرت قد تطرق إلى الأزمة بين الدولتين خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، أمس، وقال "إني قلق من الأداء العلني (في إسرائيل) في موضوع تركيا". ولفت إلى الصدام بين الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، وأردوغان خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي ومغادرة أردوغان قاعة المؤتمر احتجاجا على أقوال بيرس. واعتبر أولمرت أن رد الفعل التركي المندد بالحرب على غزة نابع من أن "تركيا أيضا ليست معفية من اعتبارات داخلية وهي دولة إسلامية (تعيش مرحلة) عشية انتخابات". وأضاف أن "العلاقات بيننا وبين تركيا هامة وأنصح بعدم تصعيد التصريحات في هذا الموضوع. فالجميع يعلم أن العلاقات هامة لكلا الجانبين، كما أن الأتراك يعرفون أننا ملزمون بمنع الإرهاب".
وتأتي أقوال أولمرت في هذا السياق بعد صمت دام أكثر من شهر، اتهم أردوغان أولمرت خلاله "بطعنه بسكين" في ظهره و"المس بكرامة تركيا"، لأن أولمرت كان قد زار أنقرة قبل أيام من شن الحرب على غزة لإجراء محادثات حول مستقبل المفاوضات بين إسرائيل وسورية، لكن أولمرت لم يطلعه على موضوع غزة. كما شدد أردوغان على أن الحرب على غزة أفشلت جهود تركيا للوساطة بين سورية وإسرائيل.
كذلك تطرق وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، إلى هذه الأزمة خلال اجتماع الحكومة، وقال إن "تركيا هي دولة ذات أهمية إستراتيجية في الشرق الأوسط ولدينا علاقات معها منذ مدة طويلة وهي علاقات شاملة وهامة وبقدر ما نسرع بتبديد التوتر معها والتوصل إلى تفاهم حول الصورة الصحيحة التي ينبغي من خلالها النظر إلى محاربة الإرهاب والتعامل معه، سيكون الوضع أفضل. ولتركيا تجربة كبيرة جدا في محاربة الإرهاب وقد أبدت حزما وإصرارا وأنا واثق من أنه سيكون بالإمكان تبديد هذا التوتر واستئناف التقارب معها".