المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

عين رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، دان حالوتس، طاقماً للتحقيق في ظروف العملية التي وقعت يوم أمس الأحد على حدود قطاع غزة، وقتل فيها جنديان إسرائيليان وأسر ثالث. وقد عين على رأس الطاقم، غيورا آيلاند، الذي أنهى مؤخراً مهام منصبه كرئيس للمجلس للأمن القومي.

وجاء أن حالوتس أصدر تعليماته للطاقم بإنهاء عمله وتقديم الاستخلاصات والنتائج حتى العاشر من تموز.

يشار إلى أن تعيين لجنة تحقيق برئاسة ضابط كبير في الاحتياط وليس في الخدمة النظامية، هو خطوة نادرة نسبياً، ويجري عادة في حوادث غير اعتيادية، مثل حادثة تصادم المروحيتين من نوع "يسعور" التي أسفرت عن مقتل أكثر من 70 جندياً. وقد عينت في حينه لجنة برئاسة دافيد عبري من الاحتياط. كما سبق أن عينت لجنة برئاسة يوسي بيلد في عملية اختطاف جنود إسرائيليين في مزارع شبعا العام 2000.

وتشير المعطيات الأولية حول عملية "كيرم شالوم" إلى إخفاقات من قبل الجيش، بناء على التحذيرات الاستخبارية التي وصلت من جهاز الأمن العام (الشاباك)، والاستعدادات المسبقة في الساحة ونتائج المواجهة مع عناصر الخلية الفلسطينية وجاهزية الجيش بشكل عام لمسألة الأنفاق.

وعلاوة على ذلك، فقد وقع خلاف يوم أول من أمس، الأحد، بين الجيش الإسرائيلي وبين الشاباك بالنسبة لماهية الإنذار المسبق الذي نقله الشاباك إلى الجيش. ففي الوقت الذي يتحدث فيه الشاباك عن إنذار موضعي دقيق، يحاول الجيش التقليل من أهمية الإنذار.

ومن المقرر أن تتناول لجنة التحقيق القضايا التالية: إنذار الشاباك (بحسب أقوال الشاباك فقد تم نقل الإنذار كتابياً وشفهياً إلى جميع العناصر ذات الصلة. كما جاء أن الشاباك يجد صعوبة في فهم لماذا قلل الجيش من أهمية الإنذار)، الجاهزية المسبقة للجيش (حيث تعكس المناقشات حول خطورة الإنذار مدى الجاهزية وفيما إذا كانت تستجيب للمتطلبات)، نتائج المواجهة، تشخيص الاختطاف.

كما من المقرّر أن تتناول موضوع معالجة الأنفاق. وقد اعلن في هذا الشأن أن تهديد الأنفاق معروف في الجيش من قبل الانتفاضة الثانية. وبعد فك الارتباط، تحدث الناطق بلسان الجيش كثيراً عن الحاجة للاستعداد لعمليات تسلل من خلال الأنفاق إلى داخل إسرائيل. وبالرغم عن ذلك، لم يتم العثور على النفق، ولا يزال الجيش غير قادر على تطوير رد تكنولوجي يمنع حفر الأنفاق أو يتيح الكشف عنها بشكل منهجي في مرحلة متقدمة.

كما نقلت المصادر الإسرائيلية عن ضابط في قيادة منطقة الجنوب العسكرية قوله: "المعلومات التي كانت لدى الشاباك حول نفق هي معلومات عامة، ولم تكن محددة على طول الحدود. كما لم تكن هناك أية إشارة إلى نفق يصل إلى العمق، فهذه إمكانية لم نأخذها بعين الاعتبار، ولذلك فوجئنا، وعلينا أن نعرف لماذا حصل ذلك. لقد كان الجنود على أهبة الاستعداد وراقبوا بزاوية 180 درجة المنطقة الممتدة أمامهم، وليس خلفهم"!.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات