المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أفادت مصادر صحفية اسرائيلية ان ممثلي اللجنة "الرباعية" الاوروبية توجهوا في نهاية الأسبوع إلى الحكومة الاسرائيلة بطلب للسماح للمؤسسات الوطنية الفلسطينية بعقد اجتماعات لانتخاب رئيس وزراء جديد للسلطة الوطنية الفلسطينية.وطلب ممثلو روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي أن يسمح لكل من المجلس التشريعي الفلسطيني والمجلس الوطني الفلسطيني بالالتئام بهدف تنفيذ قرار الرئيس الفلسطينيي ياسر عرفات تعيين رئيس وزراء للسلطة الفلسطينية.

وقالت اللجنة "الرباعية" في طلبها انه تقبل الشرط الذي وضعته إسرائيل، والقاضي بعدم منح أي شخص يشتبه بتورطه في عمليات معادية ضد إسرائيل تصريحاً بالوصول إلى الاجتماع والمشاركة به.

وأوضحت مصادر في مكتب شارون أن <السياسة المتبعة في الموضوع واضحة>، وأضافت: <اجتماع القيادات الفلسطينية لن يمنع، لكن سيمنع وصول كل من يشتبه بتورطه بنشاطات معادية، والقرارات في الموضوع ترجع لعاموس غلعاد، منسق عمليات الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية>.

* الاجواء ساخنة بين اوروبا واسرائيل يبدو أن <الجبهة> بين اسرائيل و <الاتحاد الاوروبي> أخذت تسخن تدريجياً مع ارتفاع سخونة الأجواء على الجبهة العراقية. وتخوض الخارجية الاسرائيلية في اتلآونة الاخيرة <حرباً سجالا> مع <الاتحاد الاوروبي> بعد مذكرة احتجاجح رسمية قدمها الاتحاد في الاسبوع الماضي الى حكومة اسرائيل.

وتحتج المذكرة الاوروبية بشدة على أعمال الاحتلال في الاراضي الفلسطينية، وبضمنها ما وصفته بأنه <الاستخدام المفرط للقوة> ومصادرة الاراضي لصالح مشروع <الجدار الفاصل> ومواصلة اعمال الاستيطان غير القانوني.

بالمقابل، كما تفيد <هآرتس> (23 شباط) اثيرت في اسرائيل انتقادات شديدة لتصريحات القادة الاوروبيين في الاسبوع الماضي، التي ربطت بين الازمة في العراق والصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.

وارسل وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي مذكرة الى 15 وزير خارجية في دول الاتحاد الاوروبي، حذر فيها من <ايجاد صلة بين العراق والصراع الاسرائيلي – الفلسطيني>. وقال: <الادعاء بأن علاقة كهذه قائمة من شأنه ان يزيد الخطر الذي يتهدد مواطني اسرائيل ويعزز غياب الاستقرار في منطقتنا>، فهو <قد يوفر للرئيس العراقي صدام حسين الحجة لمهاجمة اسرائيل كما فعل في الماضي>.

ويشار الى ان اعلان الزعماء الاوروبيين نشر في الاسبوع الماضي وقدم موقفاً موحداً حيال الازمة العراقية. وجاء في ختامه: <في هذا السياق الاقليمي، يجب العمل على تجديد عملية السلام وحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. يجب ان يتوقف الارهاب والعنف وكذلك اعمال الاستيطان>. وامتدح البيان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على قراره تعيين رئيس حكومة. وقال الوف بن مراسل "هارتس" ان البيان الاوروبي جاء مخيباً لآمال الوسط السياسي الاسرائيلي. وقال ان السفير الاسرائيلي لدى الاتحاد الاوروبي عوديد عيران اوصى برد فعل فوري حاد، يرفض الربط بين العراق وفلسطين.

الوف بن: <<وبحسب المصادر السياسية، يبدو ان الموقف من اسرائيل والفلسطينيين هو القاسم المشترك الوحيد الذي يتفق بشأنه الاوروبيين، بينما هم مختلفون فيما بينهم حيال الهجوم الامريكي المتوقع على العراق. وتعزز هذه التقديرات تصريحات وزير خارجية الدانمارك بير ستي ميللر الذي صرح ان <ادراج البند الاسرائيلي الفلسطيني في بيان الاتحاد الاوروبي كان مفتاح الاتفاق الذي تم التوصل اليه في قضية العراق>.>>.

ويمضي بن في تقريره ويقول: <<يوم الاربعاء، بينما كانت اسرائيل تبحث في رد الفعل، وصل الى وزارة الخارجية سفراء اليونان وايطاليا والاتحاد الاوروبي وممثلو <الترويكا الاروروبية>، لتقديم احتجاج دبلوماسي. سلّم الثلاثة الى نائب المدير العام لشؤون اوروبا الغربية (في الخارجية الاسرائيلية) فيكتور هرئيل مذكرة بعنوان <الاعمال الاسرائيلية الاخيرة في المناطق المحتلة>، وقالوا ان اعدادها استمر ثلاثة اسابيع الى ان تم التوصل الى تنسيق بين وزارات خارجية الدول الاعضاء في <الاتحاد>.>>.

تبدأ المذكرة الاوروبية بالاعتراف بحاجة اسرائيل الى الامن، وتنتقل الى اتتقاد <الاستخدام المتزايد للقوة> في الاراضي الفلسطينية. واحتج الاوروبيون على المس بالمدنيين الفلسطينيين ومصادرة الاراضي لبناء الجدار الفاصل ودانوا <استمرار الاعمال الاستيطانية غير القانونية>. واكدت المذكرة على ان المصادرات والمستوطنات تمس برؤيا الحل القائمة على دولتين لشعبين. واحتجت المذكرة الاوروبية ايضا على اغلاق الجامعات الفلسطينية وعلى سياسة الحصار والقيود المفروضة على تنقلات المواطنين الفلسطينيين <التي تحرمهم من العيش الانساني وتمس بالاصلاحات في السلطة الفلسطينية>.

وهاجمت المذكرة ايضا هدم البنى التحتية للسلطة التي اقيمت بمساعدة الاتحاد الاوروبي. ورفض هرئيل التوجه الاوروبي وابلغ السفراء انه <لا يتذكر احتجاجا صيغ بمثل هذه الصياغة المتشددة منذ امد بعيد>. وقال ان تقديم الاحتجاج جاء لإرضاء الدول العربية قبل الهجوم على العراق واظهار اهتمام اوروبا بالقضية الفلسطينية. وهاجم بيان القادة الاوروبيين من الاسبوع الماضي قائلا انه <يعكس سياسته غير المتوازنة تجاه الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني>.

وارسل نتنياهو مذكرته في اليوم التالي على تسليم المذكرة الاوروبية، منوهاً فيها الى انه <قلق جداً> من بيان القادة الذي يربط بين <دكتاتورية صدام> والصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. <ربط كهذا ليس مؤسساً وهو يشوه الواقع ولا يقدم سبباً لنزع تسلح العراق وانهاء معاناة الشعب العراقي التي تسعى الجهود الدولية لتحقيقها>.

وقال ايضاً: <لا يمكن الادعاء بأن صدام لم يكن ليتزود بسلاح الابادة الجماعية لولا القضية الفلسطينية>.

واشار نتنياهو الى <اعمال صدام ضد الاكراد والشيعة في بلاده والى غزو الكويت التي لم تكن متصلة بالصراع بين اسرائيل والفلسطينيين>. وفي ختام مذكرته دعا نتنياهو الى الفصل بين القضيتين.

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, هآرتس, بنيامين نتنياهو

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات