المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

بقلم: الوف بن

تشكل زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش المرتقبة للشرق الاوسط، الدلالة الأبرز على تغيير جدول الاعمال الاقليمي في "اليوم التالي" لانتصاره في الحرب على العراق. ففي قمة شرم الشيخ المقرر عقدها يوم الثلاثاء (بعد غد) سيطلب الرئيس بوش من الزعماء العرب المدعوين للقمة مساندة وتأييد حربه المعلنة على الارهاب والاسهام في اعادة الاستقرار الى العراق، مقابل تعهد منه (اي بوش) بالالتزام والعمل شخصيا من اجل اقامة الدولة الفلسطينية وكبح جماح التوسع الاستيطاني الاسرائيلي.

في اليوم التالي (الاربعاء) سيأتي بوش الى قمة العقبة بدور جديد، دور القائد المحرك لعملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

وكان الرئيس بوش فضل حتى الآن ايفاد وزير خارجيته كولن باول او مبعوثين اقل مستوى، الى المنطقة، وذلك من باب رفع العتب في شكل اساسي. اما الآن فقد قرر بوش التدخل شخصيا في النزاع مسلحا بالشعور بوجود حافز عميق. وقد تحدث بوش في طريقه الى المنطقة عن ايمانه بالسلام وعن رغبته في رؤية "شعب فلسطيني حر" في دولته المستقلة، وعن مسؤولية زعماء الاطراف المعنية. وخلافا لسلفة بيل كلينتون، فان الرئيس بوش يمقت الاهتمام بالتفاصيل ويكتفي بمبادئ بسيطة. لذلك فانه لن يبدد وقته في لعبة القاء اللوم على الاسرائيليين والفلسطينيين ولن يسمح للأطراف بتخريب او افشال القمة بسبب حسابات ومناكفات ضيقة الأفق. بوش يبغض المفاجآت، وادارته تعد لمناسبة احتفالية يتلوا خلالها المشاركون في القمة بيانات مصاغة ومنمقة سلفا.

زيارة المبعوثين اليوت ابرامز و وليام بيرنز للمنطقة نهاية الاسبوع الماضي استهدفت التأكد من ان كل طرف يعرف دوره ومسؤولياته. اما البيانات المرتقبة فتهدف اظهار توجه ايجابي بشأن "ما لذي استطيع عمله من اجل السلام"، عوضا عن المطالب المعتادة من الطرف الاخر.

مسودة البيان التي اعدها الاميركيون لشارون ترتكز الى جملة من التصريحات التي ادلى بها (شارون) خلال الاشهر الاخيرة، ابتداء من دعوته الى اغتنام فرصة التسوية السياسية المتاحة بعد الحرب في العراق، وانتهاء بادانته العلنية للاحتلال.

من هنا اعتقد الاميركيون ان من الجدير وضع رئيس الوزراء الاسرائيلي وتصريحاته على المحك، من خلال ظروف ملزمة يقتضيها لقاء قمة يحظى بتغطية اعلامية واسعة. وعلى اثر ذلك طلب الجانب الاسرائيلي من الاميركيين التريث قليلا، كما وطالب ايضا بحذف التطرق لـ " إنهاء الاحتلال" و "اخلاء مواقع الاستيطان غير القانونية" من نص مسودة البيان. وقبل الاميركيون موقف اسرائيل القاضي بعدم تضمين الكلمات الختامية لقمة العقبة الصيغة التي تنص عليها "خارطة الطريق" كبيانات افتتاحية متبادلة لزعماء الطرفين تمهيدا لاستئناف عملية السلام. فإسرائيل ترفض قبول صيغة خارطة الطريق اذا لم يعترف الجانب الفلسطيني بها (اي بإسرائيل) كـ "دولة يهودية" (بمعنى تخلي الفلسطينيين عن مطلبهم بحق عودة اللاجئين الى مناطق الـ 48).

الصور المرتقبة من قمة العقبة ستظهر فارقين بين قمة بوش والقمم التي ترأسها بيل كلينتون: غياب ياسر عرفات عن الصورة، وغياب مؤيديه ممثلي الاتحاد الاوربي والامم المتحدة الذين لم توجه لهم الدعوة. ففي الخيار الذي وضعته اسرائيل بين شارون وعرفات، يفضل الاوروبيون كما يبدو الذهاب الى "المقاطعة".

ويعتزم الاميركيون، بعد انتهاء قمة العقبة، ايفاد مبعوث دائم الى المنطقة، من كبار موظفي وزارة الخارجية، ليقوم بدور المراقب والمشرف على تنفيذ خارطة الطريق لدى الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني. غير ان واشنطن لا تعتزم ايفاد شخصية تمثيلية كمبعوث رئاسي خاص يستمر في ممارسة الضغط على الاطراف الى ان يتم احراز اتفاق بينهما. فالمسؤولية عن تنفيذ الاتفاق ستبقى في يد وزارة الخارجية الاميركية وليس "البيت الابيض".

(هآرتس 1 حزيران)

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات