تحت عنوان "بوميرانغ"- "السهم المرتد"، أصدر صحافيان إسرائيليان بارزان كتابا جديدا استعرضا فيه كل ما دار خلف كواليس المؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل اللتين ذرتا الرماد في أعين الإسرائيليين وحرك قياداتهما الخوف والإيمان الأعمى بالقوة فقط، منذ اندلاع الانتفاضة الثانية.
الكتاب هو من تأليف الثنائي رفيف دروكر، المعلق السياسي للقناة التلفزيونية العاشرة والذي سبق أن اصدر كتابا هاما عن رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق ايهود باراك بعنوان "هراكيري" (صدرت ترجمته العربية عن "مدار") وعوفر شيلح، المعلق في "يديعوت احرونوت" وهو الآخر أكاديمي ومؤلف لأربعة كتب آخرها "الطبق والفضة".
أظهر بحث شامل أجراه "مدى الكرمل"، المركز العربي للأبحاث الاجتماعية والتطبيقية، أن التصريحات العنصرية تجاه مواطني إسرائيل العرب ليست حكرا على السياسيين والشخصيات العامة من اليمين فقط، بل إنها تضرب جذورها في أوساط أجزاء واسعة من الجمهور اليهودي.
البحث تحت عنوان "إسرائيل والأقلية الفلسطينية 2004"، هو الثالث الذي ينشره مركز مدى الكرمل، ويُركز على تعامل الجمهور اليهودي وسياسة السلطات تجاه المواطنين العرب في إسرائيل.
رام الله: صدر حديثًا عن "مدار"- المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية العدد 29 من سلسلة "أوراق إسرائيلية" تحت عنوان: "ميزان المناعة والأمن القومي لإسرائيل- وثيقة مؤتمر هرتسليا الخامس"، ترجمة وإعداد سعيد عياش، وتقع في 58 صفحة.
تستند الورقة "29" إلى الملخص التنفيذي للمؤتمر الخامس الذي عقد ما بين 13 و 18 كانون الأول 2004، وينظمه "المركز المتعدد المجالات" في هرتسليا سنوياً، حيث يعالج التغييرات الإستراتيجية على المستوى المحلي، الإقليمي والدولي، وعادة ما يتم توظيفه لإطلاق مبادرات والإعلان عن توجهات ذات مغزى.
أن تأتي دراسة من داخل إسرائيل تبحث في طبيعة وإشكاليات الهوية والديمقراطية الإسرائيلية، فذلك أمر جد مفيد. ولكن أن تأتي تلك الدراسة من لدن باحث وسياسي ومتمرس وناشط عربي، هو عضو في الكنيست الإسرائيلي ومنخرط في أوليات العملية السياسية الإسرائيلية من موقع المعارض، فهذا يضفي على الدراسة طعماً واقعياً خاصاً، مضافاً إليها خلاصات الخبرة الذاتية في التماس الدائم مع الموضوع قيد البحث. إذن باحثنا لا يقدم مقاربة أكاديمية باردة بعيدة عن الملامسة العملياتية، ولا يقدم بياناً سياسياً تحريضياً من موقعه كـ"ناشط سياسي"، ولا يقدم تأريخاً يأخذ مسافة عن الحدث ولا يرى في تحولاته الكبرى بطشه اليومي بالآخر، هوية وحياة ومستقبلا. في الواقع يمثل كتاب عزمي بشارة مزيجاً من ذلك كله، ففيه من الأكاديمية، والسياسة، والتأريخ ما يجعله كتاباً متميزاً يستحق مكاناً لائقاً في المكتبة العربية المعنية بالشأن الإسرائيلي.
الصفحة 16 من 33