رام الله: صدر حديثًا عن "مدار"- المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية العدد 29 من سلسلة "أوراق إسرائيلية" تحت عنوان: "ميزان المناعة والأمن القومي لإسرائيل- وثيقة مؤتمر هرتسليا الخامس"، ترجمة وإعداد سعيد عياش، وتقع في 58 صفحة.
تستند الورقة "29" إلى الملخص التنفيذي للمؤتمر الخامس الذي عقد ما بين 13 و 18 كانون الأول 2004، وينظمه "المركز المتعدد المجالات" في هرتسليا سنوياً، حيث يعالج التغييرات الإستراتيجية على المستوى المحلي، الإقليمي والدولي، وعادة ما يتم توظيفه لإطلاق مبادرات والإعلان عن توجهات ذات مغزى.
ومما جاء في الملخص أن "البيئة الإستراتيجية لإسرائيل شهدت تحسناً خلال السنة الأخيرة" (2004). ويرجع هذا "التحسن" إلى عدد من التطورات والمتغيرات وفق الترتيب التالي: "انحسار في أبعاد الإرهاب الفلسطيني، غياب (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات، إعادة انتخاب الرئيس الأميركي جورج بوش لولاية ثانية، بلورة خطة الانفصال (فك الارتباط) الأحادية الجانب عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، التحسن في العلاقات بين مصر وإسرائيل، وما تبديه الأسرة الدولية من عزم وتصميم في مساعيها الرامية لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني، الذي باتت دوائر صنع القرار السياسي والعسكري في إسرائيل تضعه وتضع إيران عموماً في مقام "التهديد الوجودي الأكبر" للدولة العبرية".
ويستقطب "مؤتمر هرتسليا" منذ انعقاده للمرة الأولى في 2000 اهتماماً واسعاً لدى مختلف الأوساط، المحلية والإقليمية والدولية، المهتمة والمتابعة للشأن الإسرائيلي.
وينبع هذا الاهتمام المتزايد أولاً من واقع ماهية وشمولية مواضيع التفكير الآني والإستراتيجي التي تتخلل وتسم أوراق العمل والمناقشات والأفكار والتوصيات التي يتم تداولها في أعمال المؤتمر ويصار إلى إجمالها في تلخيصات ووثائق (بعضها داخلية وتُسمى "تلخيص داخلي للمديرين") تصدر عنه. وثانياً، وربما الأهم، بحكم نوعية ومكانة الشخوص سواء القائمين على المؤتمر (يتولى رئاسة المؤتمر منذ انعقاده الأول الدكتور عوزي أراد الذي أشغل سابقاً مناصب رفيعة منها منصب المستشار السياسي لرئيس الحكومة الأسبق بنيامين نتنياهو) أو المشاركين فعلياً في أعماله (بإلقاء محاضرات وخطب وتقديم أوراق عمل ويضم هؤلاء في تعدادهم عادة رئيس الحكومة وكبار الوزراء ورؤساء وقادة المؤسسة العسكرية والأمنية والأكاديمية وغيرهم) أو المدعوين لحضوره (بضع مئات من كبار الشخصيات السياسية والأمنية والاقتصادية والأكاديمية في إسرائيل)، أي أن المؤتمر يقدم ويعكس اتجاهات التفكير المختلفة المعبرة عن رأي "النخبة الإسرائيلية" المتنفذة في سائر المجالات، وبهذا المعنى هناك من بات يرى في مؤتمر هرتسليا بمثابة التئام لـ"العقل الجماعي الإستراتيجي المفكر" للدولة الإسرائيلية، ومن هنا يأتي الاهتمام المتزايد بما يصدر عن هذا المؤتمر من تلخيصات ووثائق.