المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

حرب تصريحات بين قادة "العمل" و "شينوي" حول "خطة ياتوم" للانفصال من جانب واحد عن الفلسطينيين والانسحاب من 65% من اراضي الضفة الغربية..

يتبين من البرنامج السياسي لحزب المركز "شينوي" أنه يعارض الانسحاب الاحادي الجانب من الاراضي الفلسطينية المحتلة "لأن ذلك بمثابة تخلٍّ عن عشرات الالاف من المستوطنين اليهود".
على رغم ذلك قال رئيس الحزب يوسيف لبيد إنه لا يؤيد موقف اليمين القاضي بعدم تفكيك أي مستوطنة، داعياً الى تفكيك جميع "المستوطنات غير القانونية" وضم المستوطنين الذين يقطنونها الى "كتل استيطانية كبيرة" شرقي "الخط الأخضر".

وعقب لبيد على برنامج حزبه المتشدد بالقول أنه "لا حل للصراع مع الفلسطينيين ما دام عرفات قائد لهم"، وأن هناك حاجة لمفاوضات تتجاوزه (أي عرفات).

على صعيد آخر، دعا رئيس حزب "شينوي" المرشحَين لرئاسة الحكومة الاسرائيلية عمرام متنساع وارئيل شارون الى مناظرة في الموضوع السياسي – الامني، قائلا إنه من المغالطة الزعم بعدم وجود طرح سياسي لحزبه. وهاجم لبيد المرشحَين قائلاً أنهما لا يملكان الحلول على هذين الصعيدين. واضاف: "أنا على استعداد للاعلان بأنه لا يمكن التوصل الى حل طالما بقي عرفات قائداً للفلسطينيين، وأنه يجب اجراء مفاوضات مع قادة معتدلين".

وعلى الصعيد الانتخابي المباشر، يرفع حزب "شينوي" في معركته ثلاث رايات: الراية العلمانية، وراية الطبقة المتوسطة، وراية الاستقامة والمصداقية. ومن بين الشعارات التي كشف عنها البرنامج الانتخابي للحزب (22 ديسمبر) والتي ستتصدر حملته الانتخابية: "شينوي إنّ – شاس أوت"، "الطبقة الوسطى لا تقوى على الصمود"، و "حزب مستقيم من باب التغيير".

وتتوقع الاستطلاعات ان يحصل "شينوي" على 12 مقعدا في البرلمان السادس عشر، أي: ضعف قوّته في البرلمان الخامس عشر.

* لبيد: يتوم يوزع وعودا بلا رصيد..

وفي معرض تعقيبه على خطة الانسحاب احادي الجانب التي عرضها رئيس "الموساد" الأسبق وعضو قيادة حزب العمل داني ياتوم، قال لبيد: "هذا وعد دون رصيد لأنه سيتم التخلي عن عشرات الآلاف من المستوطنين، بالاضافة الى أن الانسحاب أحادي الجانب سيعتبره الفلسطينيون نصراً لهم". ودعا لبيد شارون الى الاعتراف بأنه "لا مفر من تفكيك المستوطنات غير القانونية".

وكان يتوم، رئيس الطاقم السياسي – الامني في "العمل" قد صرح في حديث مع اذاعة الجيش الاسرائيلي ان حزبه يعرض انسحابا من ثلثي الضفة الغربية، يكون مقرونا بتفكيك مستوطنات معزولة وتركيز اغلبية مستوطنيها في المناطق الاستيطانية التي ستبقى تحت سلطة اسرائيل.

واضاف يتوم في المقابلة المذكورة ان الانسحاب الاحادي الجانب سيتم اذا فشلت محاولات التوصل الى تسوية بواسطة المفاوضات. وبموجب يتوم، ستحافظ اسرائيل في نطاق الانسحاب الاحادي الجانب على تواجدها على امتداد غور الاردن.

* متسناع: "طلاق باتفاق"..

أما زعيم حزب العمل ومرشحه لرئاسة الحكومة عمرام متسناع فأكد في سياق آخر أن حزبه لم يتبنَّ "برنامج ياتوم" الذي يقترح الانسحاب من 65% من اراضي الدولة الفلسطينية بالاضافة الى تفكيك مستوطنات، في حين عرض حزب العمل في برنامجه الانتخابي الانسحاب من طرف واحد من ثلثي اراضي الضفة الغربية.

وعاد متسناع مجددا الى افكاره الشبيهة ببرنامج يتوم وقال: في حال نجاحه بتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة سيتفاوض مع الفلسطينين دون شروط مسبقة "لكي ننفصل عنهم ضمن اتفاق معهم". وتابع متسناع: سنجري مفاوضات متشددة مع الفلسطينيين، واذا لم نتوصل الى اتفاق فلن نستمر في الواقع الذي عشناه على مدار عامين كاملين، وذلك يتم بانفصال من جانب واحد.

وتعقيباً على دعوات شارون الموجهة الى متسناع للانضمام الى حكومة الوحدة الوطنية التي يامل شارون بتشكيلها اذا فاز في الانتخابات المقبلة، قال متسناع: كحزب مسؤول سنفكر بالانضمام لحكومة الوحدة في الوقت المناسب، مضيفاً أن الوحدة امر مهم شرط ان تكون وحدة الهدف، ذلك ان تجربة العامين الماضيين اثبتت ان "وحدة مشلولة" لن تساعدنا بل تزيد من تدهور الوضع.

* "برنامج ياتوم"

وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية قد تناقلت عن ياتوم في اليومين الماضيين قوله انه قدم لمتسناع في الاسبوع الماضي "اقتراحاً اولياً" يشمل كيفية المبادرة الى الانفصال عن الفلسطينيين. وحسب ياتوم تنقل الى الفلسطينيين مساحة تقدر بـ 65% من اراضي الضفة الغربية في حين يبقى 15% منها (الكتل الاستطانية الكبيرة) تحت السيطرة الاسرائيلية، على ان يخصص 20% من اراضي الضفة كمنطقة امنية.

ويعرض ياتوم –حسب نفس المصادر- اخلاء مستوطنين تدريجياً على فترة تتراوح بين عامين الى ثلاثة اعوام الى أن يتم في النهاية اخلاء قرابة 35 الف مستوطن من الضفة والقطاع. وبموجب هذه المصادر يقترح ياتوم اخلاء المستوطنات التالية: كاديم، جانيم، الون موريه، شفي شومرون، يتسهار، بيت ايل، عوفرا، دوليف وتكواع، بينما تضم معاليه ادوميم ومنطقة غوش عتصيون الى اسرائيل.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات