اعتبر معلقون إسرائيليون في الشؤون الحزبية أن قرار اللجنة المركزية لحزب "العمل" إجراء الانتخابات الداخلية لزعامة الحزب في 28 أيار (مايو) المقبل، يعد صفعة مدوية لزعيم الحزب وزير الدفاع عمير بيرتس الذي سعى الى إرجاء الانتخابات حتى شباط (فبراير) العام 2009 لإدراكه أن انتخابات وشيكة في ظل تدني شعبيته في أوساط عموم الإسرائيليين وتمرد معظم نواب الحزب في الكنيست ضده، قد تسدل الستار نهائيا على حياته السياسية القصيرة نسبيا.
ويتفق المعلقون على ان الأشهر الستة المتبقية على الانتخابات ستشهد "معركة بقاء" يخوضها بيرتس ويعتبرها البعض المعركة الأخيرة والفاصلة، رغم ان الانتخابات لن تأتي بمرشح الحزب لرئاسة الحكومة في الانتخابات البرلمانية المقبلة لأن انتخابات كهذه ستجري مجددا قبل الانتخابات العامة بثلاثة أشهر، انما هي معركة على منصب وزير الدفاع، ثاني أهم منصب في الحكومة الإسرائيلية، اذ سيضطر بيرتس في حال خسر الانتخابات الى إخلاء كرسيه لمصلحة الزعيم الجديد.
وينافس بيرتس على زعامة الحزب، رئيس جهاز المخابرات سابقا الجنرال في الاحتياط عامي ايالون والوزير السابق اوفير بينيس الذي ترك الحكومة الحالية احتجاجا على انضمام حزب «اسرائيل بيتنا» بقيادة المتطرف افيغدور ليبرمان الى الحكومة، ورئيس"موساد" سابقا النائب داني ياتوم. ومن المتوقع أن يعلن رئيس الحكومة زعيم الحزب سابقا ايهود باراك خوض المنافسة على زعامة الحزب، ما سيضعف فرص بقاء بيرتس زعيما لـ "العمل".
وينص دستور الحزب على ان أعضاءه المنتسبين رسميا (نحو 60 ألفا) هم الذين يختارون زعيم الحزب، أما بيرتس المعروف بخبرته في تجنيد أعضاء جدد، فأمامه 45 يوما فقط لتنسيب المزيد منهم ليرجح الكفة لمصلحته، على غرار ما فعل قبل 13 شهرا حين قام بتنسيب عشرات الآلاف من الأعضاء الجدد مكّنوه من هزيمة عجوز الحزب شمعون بيريس.
ومن الواضح ان تفضيل بيرتس حقيبة الدفاع على حقيبة اجتماعية- اقتصادية وسوء إدارته للحرب على لبنان، ساهما في تدني شعبيته حتى داخل "العمل"، بل بات موضع تندر وتهكم لافتقاره الى سجل أمني يشار له بالبنان، كما يحب الإسرائيليون. ونقلت الصحف عن قياديين في الحزب قولهم ان العد التنازلي لحياة بيرتس السياسية بدأ مع تحديد موعد الانتخابات لزعامة الحزب، مستبعدين أن يكون في مقدوره هزيمة جنرالات مثل ايالون وباراك وحتى ياتوم، خصوصا بعد الحرب على لبنان ورغبة معظم الإسرائيليين في رؤية جنرال على كرسي وزير الدفاع.
وكتبت المعلقة في «يديعوت أحرونوت» سيما كدمون ان السؤال لم يعد ما اذا كانت نهاية بيرتس ازفت انما عن موعد النهاية. وأضافت ان بيرتس يصارع الوقت الآن، مشيرة الى ان عددا كبيرا من مؤيديه الذين أوصلوه الى موقعه الحالي يديرون له ظهرهم اليوم. ووصفت المعلقة بيرتس بـ «جثة سياسية: مكانته الجماهيرية في الحضيض، ما يجعلني أشك في ما اذا كان أهل بيته سيصوتون له». وأعربت عن ثقتها بأن ايار المقبل سيأتي بزعيم جديد لحزب «العمل» من طينة أخرى "يحل محل وزير لا يثق به من يفترض أن يأتمر بأوامره وترى غالبية الإسرائيليين انه ليس أهلا لمنصبه".