أظهر بحث إسرائيلي نُشر مؤخرا أن نسبة الفلسطينيين في القدس تجاوزت 40% من مجمل السكان في شطري المدينة، بعدما تبين أن قرابة خمسين ألف فلسطيني، يسكنون في مخيم شعفاط للاجئين وضاحية كفر عقب، لم تشملهم أية إحصائيات. واستند البحث، الذي أجراه "معهد القدس"، إلى صور التقطت من الجو للمباني في هذين الموقعين، وإلى كميات الصرف الصحي والنفايات التي تخرج منهما. لكن هذه المعطيات الجديدة لا تغير من الواقع الاجتماعي – الاقتصادي المتدني في المدينة، خصوصا بسبب السياسات التي تمارسها دولة الاحتلال فيها.
اعتقلت أذرع الأمن الإسرائيلية، الجيش والشاباك والشرطة، في الأشهر الأولى من الهبة الشعبية الفلسطينية، التي اندلعت في مطلع تشرين الأول العام 2015، عددا كبيرا من الفلسطينيين، وجرى التحقيق معهم حول نشاطهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "فيسبوك". واتهمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 200 فلسطيني بـ"التحريض" عبر الشبكة.
حققت قيادة اتحاد النقابات العامة الهستدروت فوزا ساحقا، في انتخابات يوم 23 أيار الجاري، على القائمة الثانية التي ترأستها عضوة الكنيست شيلي يحيموفيتش، التي ظهرت فجأة على الساحة النقابية، كمن تبحث عن خشبة قفز إلى منابر سياسية أخرى. ولن يشفع ليحيموفيتش اعلانها تزوير الانتخابات، فالفجوة ضخمة، والنتيجة كانت متوقعة، لأن النقابات الكبرى كانت قد حسمت موقفها في وقت مبكر، لصالح الرئيس الحالي أفي نيسانكورين، من باب تحصين المصالح المشتركة. واتحاد
آخر استطلاعات الرأي العام التي جرت في إسرائيل عقب انتهاء الزيارة القصيرة التي قام بها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الأسبوع الفائت، أن أغلبية الإسرائيليين تعتقد أن بنيامين نتنياهو هو الشخص الأنسب لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، كما أظهرت أنه في حال إجراء انتخابات إسرائيلية عامة سيحتفظ حزب الليكود برئاسة نتنياهو بقوة الحزب الأكبر.
لا يمكن الرهان على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي زار البلاد كعاصفة استمرت 30 ساعة، قادر على إحداث اختراق جدي في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، ناهيك عن التوصل إلى حل دائم، خلال فترة ولايته، التي ليس مضمونا ان تكتمل وفق التقارير الأميركية. فالعنصر الأساس الذي يمنع الاختراق هو وحدة الائتلاف الإسرائيلي الحاكم في رفضه لقيام الدولة الفلسطينية. وعلى الرغم من هذا، فإن أمرا بارزا بتنا نلمسه، وهو أن حماسة اليمين الاستيطاني الإسرائيلي لدخول ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت تشهد برودا. وتصريحات قادة المستوطنين اليوم ليست كتلك التي سمعناها فور انتخاب ترامب، أو مع دخوله إلى البيت الأبيض.
تكمن قوة إسرائيل تحت قيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في نظر نفسها، في اختلافها، في تميزها، في عزلتها وفي انغلاقها الدفاعيّ. وفوق هذا كله، تعتبر إسرائيل نفسَها الحقيقة الوحيدة في محيط مغلق وشرّير يمتاز بالكذب والتزوير، بالإنكار والعمى. غير أن مَن لا يسمع سوى "الكل" أو "لا شيء" يفقد صلته مع الحياة الحقيقية التي هي، في الواقع، "الحياة ذاتها".
الصفحة 258 من 337