يواصل سعر صرف الدولار أمام الشيكل تراجعه في الايام الأخيرة، إذ تراجع منذ مطلع العام 2016 وحتى هذه الايام بما يزيد عن نسبة 10%. وتقول تقارير اقتصادية إنه إلى جوانب العوامل القائمة في الاقتصاد الإسرائيلي، فإن ما يبدو من علامات سؤال على مستقبل دونالد ترامب في البيت الابيض، وما يظهر من قلاقل في إدارته، يلعب هو أيضا دورا في وضعية سعر الدولار في الأسواق العالمية، لتنعكس مباشرة على سعر الصرف أمام الشيكل.
تبين من التقرير السنوي حول قائمة الأثرياء الـ 500 الكبار في إسرائيل، التي تصدرها سنويا المجلة الشهرية لصحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية، التابعة لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الثروة الاجمالية لهم، ازدادت خلال عام واحد، بنسبة 23%: من 137 مليار دولار في العام 2016، إلى 168 مليارا في العام الجاري. وهذه زيادة بنسبة 454% عما كانت عليه في العام 2003؛ في حين أنه خلال تلك الفترة ارتفع معدل رواتب الأجيرين بنسبة 50%. ولكن نسبة عالية من الزيادة الحاصلة في السنوات الأخيرة هي انعكاس لهجرة أصحاب مليارات مع جزء من ثرواتهم إلى إسرائيل، بفعل الامتيازات الضريبية وغيرها.
سجل معدل الرواتب العام في إسرائيل خلال الربع الأول من العام الجاري ارتفاعا بنسبة 5%، وبلغ 10449 شيكل، أي ما يعادل 2943 دولارا، وفق معدل سعر صرف الدولار امام الشيكل في هذه الايام، في حين أن معدل الرواتب الفعلي يكون عادة في حدود 67%، من معدل الرواتب. إذ أن معدل الرواتب العام يحتسب جميع الرواتب في السوق، ويقسمها على عدد العاملين. بينما معدل الرواتب الفعلي، يأخذ بعين الاعتبار مستويات الرواتب، وأعداد العاملين الذين يتقاضونها.
قد يبدو لدى الكثيرين أن الوضع مختلف، ولكن هذه حقيقة: لا يوجد في إسرائيل في السنوات الأخيرة بطالة. نعم، فالاقتصاد يشهد حالة تشغيل كاملة، في قطاع التقنية العالية، وأيضا في قطاعات العمل غير الأكاديمية، ويتحدثون عن استقدام عمال لقطاع البناء. كما أن مهندسين وتقنيين من الخارج باتوا يعملون هنا في البلاد، ولن يكون بعيدا ذلك اليوم الذي سيتم فيه استقدام أطباء من الخارج، ليعملوا في المستشفيات، في وسط البلاد، وفي الأماكن النائية، فقد تم حتى الآن استقدام ممرضات.
قال تقرير لمنظمة التعاون بين الدول المتطورة OECD، إن نمو الاقتصاد الإسرائيلي سيسجل هذا العام ارتفاعا بنسبة 2ر3%، في حين أن تقديرات البنك المركزي الإسرائيلي أشارت إلى احتمال ارتفاعه بنسبة 8ر2%، وهي تقل بكثير عن نسبة النمو في العام الماضي 2016، التي بلغت 4%. في المقابل فإن العجز في الموازنة العامة يواصل ارتفاعه، إلا أنه ما زال أقل من السقف المحدد له. ولأول مرّة منذ ثلاث سنوات، من المتوقع أن يسجل التضخم المالي ارتفاعا طفيفا، بدلا من تراجعه في السنوات الأخيرة.
من المتوقع أن تتواصل في القدس، اليوم الثلاثاء، أعمال اليوم الثاني من "مؤتمر إيلي هوروفيتس للاقتصاد والمجتمع". وهو المؤتمر الذي يعقده "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" منذ 24 سنة (كان يطلق عليه سابقا اسم "منتدى قيساريه")، لكنه أصبح يُعقد منذ سنوات تحت اسمه الجديد بالتعاون مع "صندوق داليا وإيلي هوروفيتس". ويعقد المؤتمر، الذي يهدف إلى "تحسين عمليات اتخاذ القرارات في الحكومة ومؤسساتها، بما ينعكس مباشرة في تحسين جودة ونتاجات السياسات الاقتصادية
الصفحة 28 من 57