إسرائيل برمّتها تشبه الآن مريضا ينتظر إجراء عملية جراحية له. وأي عملية جراحية كبيرة، هي عملية خطيرة. يأمل المريض في أن يجتازها بسلام، ولكنه يعلم علم اليقين أن هذا الأمر غير مضمون.
بعد أقل من أسبوع، من المزمع بدء إخلاء 21 مستوطنة في قطاع غزة وأربع مستوطنات في شمالي الضفة الغربية. من المتوقع أن يستمر هذا الإخلال لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع.
كيف ستبدو الدولة في السابع من أيلول؟ لا يكاد أي شخص يتحدث أو يفكر في ذلك. الدماغ الجماعي يرفض مناقشة هذه المسألة، وكأنها بعيدة عنا خمس سنين ضوئية، وليس أربعة أسابيع. المهم هو اجتياز العملية بسلام. من يأبه الآن لما سيحدث بعد ذلك؟
"هكذا قال الرب: من أجل ذنوب حزب العمل الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه..."- لو كان النبي عمواس حيا اليوم لكان سيبدأ أحد إصحاحاته بهذه الكلمات.
إلا أن ذنوب حزب العمل، منذ حرب الأيام الستة (حرب حزيران 1967)، هي أكثر من ثلاثة. يمكنها لوحدها أن تملأ إصحاحات النبي عمواس.
فيما يلي قائمة جزئية بها:
تعريف: حفلت أعداد رأس السنة العبرية الجديدة من الصحف الإسرائيلية، يوم 3 تشرين الأول 2005، بالمقالات والتقارير والتحليلات التي تلخص السنة المنتهية. وقد اخترنا منها المقال التالي للمعلق في صحيفة "هآرتس" آري شفيط، الذي يدأب مؤخرًا على الترويج لخطة فك الارتباط باعتبارها "مشروعًا لتقسيم البلاد" من وجهة نظره الشديدة الخصوصية.
الهزة الأرضية السياسية نادرة الحدوث. عند حدوث هزتين أرضيتين في الحلبة السياسية، فإن الأمر يكون نادرا بشكل خاص.
هكذا كان انتخاب عمير بيرتس زعيما لحزب العمل، وهكذا كان ترك أريئيل شارون لليكود وإقامة حزبه الجديد.
فجأة، تغير المشهد السياسي إلى حد أصبح من غير الممكن التعرف عليه. حتى الآن كان هناك جبلان، أما الآن فقد أصبحوا ثلاثة جبال، وكل منها يقف في المكان الذي وقف فيه الجبلان السابقان.
الصفحة 736 من 880