تعريف:
خبراء عسكريون ومدنيون إسرائيليون عارضوا، منذ تموز عام 2000، نهج القيادتين السياسيّة والعسكريّة، فهُمِّشوا ثمّ أرغموا على تركِ وظائفهم. غير أنهم تكتّموا طوال سنوات عن حقيقة ما جرى. اليوم، يبدو أن عقدة الألسن قد حُلَّت، وبدأت الوثائق بالظهور مشفوعةً بالكتبِ التي تتناول الأخطاء التي ارتكبتها هذه القيادة، وأدَّت إلى ما نشهده من أوضاعٍ متأزّمة، لم تجعل إسرائيل فقط في مواجهة استحقاق الانسحاب "الشاق" من قطاع غزّة وتمرّد المستوطنين عليه، بل تسبّبت أيضاً في مزيد من الوهن للسلطة الفلسطينية.
يستحق المؤرخون الجدد الثناء، فهم الذين ساعدونا في أن ننفض عن كواهلنا سخافات وغلواء ساسة الصهيونية الكبار. وهم الذين علمونا عن جرائم منفذي الأوامر على اختلاف أجيالهم، وعن تقنيات الطرد وعمليات "الانتقام" (المدبّرة)، وعن التعامل الازدواجي للييشوف مع مذابح يهود أوروبا وعن أيديولوجية المساواة (المزيفة) كأسطورة مجنّدة.
العنوان الصارخ: "مساواة في التربية، ليست عندنا!"، ليس من بنات أفكاري أو نسج يراعي، أو ما يرد في مخيّلتي الشرقية الرحبة، بل هو عنوان لدراسة جادّة وضعتها الباحثة الإسرائيلية د. دفنه جولان عجنون، كما ورد ذلك في المجلة العبرية "هيد هحينوخ" (صدى التربية) عدد كانون ثاني 2005. الدراسة هذه ظهرت في كتاب "عدم المساواة في التربية" الصادر عن دار النشر "بابل" وهي نتاج ممارستها الميدانية في مهمتها: مسؤولة عن تقليص الفجوات في وزارة المعارف بين عامي 1999 – 2001 م، وكاتب هذا المقال هو الصحافي أريه ديان.
عقب معرفة نتائج التصويت في مركز الليكود، في التنافس بين أريئيل شارون وبنيامين نتياهو، سارع رؤساء حركة "المفدال" إلى إدانة أعضاء المركز، ليصبحوا بذلك أول من يكرّس ويثبت بمسامير من حديد الشعار المستهلك "الليكود انفصل عن الشعب". ظاهريا يتولد الانطباع أن أعضاء "المفدال" فازوا على خصومهم من اليمين المتطرف في السباق على البلاغ الأول الذي أرسل إلى المراسلين (الصحافيين) السياسيين، لكنهم في حقيقة الأمر ما انفكوا يخسرون في مسيرة دولة إسرائيل الطويلة نحو العودة إلى نفسها.
الصفحة 740 من 880