تهتزّ إسرائيل، كلّ بضع سنين، بالكشف عن قضية جديدة يعترف فيها مَن حُقّق معهم بأعمال لم تنفّذ. ولا تزال طرية في الذاكرة، من الأشهر الأخيرة، محاكمة ثلاثة فلسطينيين مواطني إسرائيل من كفركنا، طارق نجيدات، شريف عيد ويوسف صبيح، بتهمة اختطاف وقتل الجندي أولِج شايحط. إعترف نجيدات، في أثناء التحقيق معه في جهاز الأمن العام (الشاباك)، بأنه قتل شايحط سويّة مع عيد وصبيح، ليعدلَ بعدها عن اعترافه في أثناء التحقيق. وتمّ إطلاق سراح المتهمين الثلاثة وقد بُرّئوا من التهمة إثر تكشّف دلائل جديدة وعدول النيابة العامة عن الاتهام الموجّه ضدَّهم، وفي الأيام الأخيرة قُدّمت لائحة اتهام بتهمة القتل نفسه ضدَّ محمد عنبتاوي من كفر كنا، الذي اعترف هو الآخر بتنفيذ القتل في أثناء التحقيق معه في جهاز الأمن العام.
ثمة كلمات يجب إعادة النظر فيها, والعداء للسامية واحدة منها. في الواقع, حلت هذه الكلمة مكان العداء لليهودية لدى المسيحيين الذين كانوا ينظرون الى اليهود على أنهم معتنقو ديانة مذنبة بإدانة يسوع, اي بقتل إله, مع ان استعمال هذا التعبير عبثي في حالة هذا الإله القائم من الاموات.
لطالما ارتكزت الثورة الصهيونية على أمرين: مسار عادل وقيادة اخلاقية. لكن أياً منهما لم يعد متوافراً الآن. فالدولة الاسرائيلية تقوم الآن على الفساد والقمع والظلم. وبناء عليه, نهاية المشروع الصهيوني وشيكة جداً. وهناك احتمال كبير بأن يكون جيلنا آخر أجيال الصهاينة. قد تبقى الدولة اليهودية قائمة لكنها ستكون من نوع مختلف, ستكون غريبة وقبيحة.
مما نشر في نهاية الأسبوع عن التحقيق ضد رجل البنتاغون لاري فرنكلين، بتهمة نقل معلومات مصنفة إلى اسرائيل بواسطة رجال اللوبي الموالي لإسرائيل (إيباك)، يبدو أن الأقوال عن "جاسوس مدسوس" في الادارة والمقارنات بقضية بولارد مبالغ فيها كثيراً. لكن دون علاقة بجسامة الاكتشافات، قضية فرنكلين ستلحق بإسرائيل ضرراً نموذجياً قاسياً، وستعرقل علاقات العمل بالادارة. إن توقيت النشر، في ذروة حملة الانتخابات الرئاسية وعشية مؤتمر الحزب الجمهوري، يعمّق المشكلة أكثر.
الصفحة 732 من 859