المقصود بليفين، في العنوان أعلاه، هو ياريف ليفين وزير السياحة الإسرائيلي من حزب الليكود الحاكم، وأحد أقطاب اليمين الإسرائيلي الجديد، الذي طفا اسمه مرة أخرى على سطح آخر الأحداث في إسرائيل بتأثير تطورين مُستجدين:
نقدّم في هذا العدد من "المشهد الإسرائيلي" ملفًا خاصًّا حول آخر المقاربات المتداولة في إسرائيل بشأن مـآل "العملية السياسية".
يشمل الملف دراستين ظهرتا أخيرًا:
• الأولى، بقلم رامي ليفني، الباحث في مركز "مولاد لتجديد الديمقراطية في إسرائيل" ومدير مشروع "بولي ـ أمل لقيادة سياسية اشتراكية ديمقراطية"، ويغوص من خلالها، بالعرض والتحليل، على ما يسميه "حالة الخدر" التي انزلق إليها الرأي العام الإسرائيلي، عمومًا، خلال السنوات الأخيرة واستسلامه الطوعي لسلسلة من الأكاذيب والأضاليل التي روّجتها وكرّستها السياسات الإسرائيلية الرسمية وماكينتها الإعلامية في كل ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وخلفياته ومركّباته وآفاق حله.
اتسمت السنوات القليلة الفائتة، من ناحية الفلسطينيين في الداخل، على أحزابهم ومؤسساتهم وسلطاتهم المحلية كافة، بكونها سنوات حراك كان عنوانه "نصرة النقب"، وذلك في مواجهة تواتر نيات الحكومة الإسرائيلية مصادرة مئات آلاف الدونمات من السكان العرب الأصلانيين في تلك المنطقة.
أفرزت القضية التي باتت تُعرف باسم "قضية إليئور أزاريا" (جندي جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أقدم بدم بارد في آذار 2016 على إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف في الخليل حتى وهو جريح وممدّد على الأرض ولا يشكل "خطرًا" على أحد) الكثير من اللحظات التي جرى فيها الإعراب عن "مواقف بهيمية صريحة" بعضها لا يحتكم إلى الأخلاق أو حتى إلى الحدّ الأدنى من المعقولية السياسية.
وصفت صحيفة "هآرتس" نتيجة "المعركة" التي خاضها المستوطنون في المناطق المحتلة منذ 1967 من أجل عدم إخلاء بؤرة "عمونه" الاستيطانية تنفيذًا لقرار صادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا، بأنها "انتصار مطلق" لهؤلاء المستوطنين.
نخصّص هذا العدد من "المشهد الإسرائيلي"، ونحن على أعتاب نهاية عام آخر (2016)، لقضيتين ذواتي صلة:
الأولى، الجدل الدائر بين أوساط سياسية إسرائيلية تقف على ما يُسمى "الضفة اليسرى" من الخريطة الحزبية، بشأن ما إذا كان لا يزال هناك ما تدعوه بـ"اليمين الإسرائيلي العقلاني" الذي بالوسع إقامة نوع من التحالف معه لـ"بناء مستقبل" أفضل.
الثانية، الاحتمالات المتداولة حول "الأفق السياسي" المُتـاح فيما يتعلّق بعملية تسوية الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
الصفحة 40 من 45