يلقي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطابه المركزي في إسرائيل أثناء زيارته للبلاد، يوم الاثنين المقبل، في موقع متسادا شرقي النقب، أمام 500 شخص تمت دعوتهم وانتقائهم بحرص شديد. وذكر موقع "واللا" الالكتروني أمس، الاثنين، أن نتنياهو عبر عن رغبته بأنه يلقي خطابا في المكان نفسه، وأن الجانب الأميركي الذي ينظم الزيارة يدرس هذا الأمر، لكن مصادر مطلعة قالت إن البيت الأبيض متحفظ من طلب نتنياهو.
شهد المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في مدينة القدس العربية المحتلة ازدهارا واسعا جدا خلال ولايات رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي، بنيامين نتنياهو، وتحديدا خلال السنوات السبع الأخيرة، بين 2009 و 2016، إذ ازداد عدد المستوطنين في القدس وأحيائها بنحو 70% في الفترة المذكورة، بينما ازدادت مساحة الأراضي الفلسطينية التي أقيمت عليها مستوطنات جديدة بنحو 60%، وخاصة في الشيخ جراح وبطن الهوى (في سلوان).
إيفا كوبلينكو، البالغة من العمر 82 عاما، تنتظر منذ 16 عاماً، الحصول على شقة تستحقها، طبقا للقانون، في "المساكن الشعبية" الحكومية. هي واحدة من بين 96 ألفاً من المسنين اليهود الناجين من الهولوكوست الذين "ينتظرون بالدور" للحصول على مساكن في "السكن الشعبي" ـ 16 ألفاً منهم في قائمة مستحقين لدى "وزارة الهجرة والاستيعاب" و80 ألفا آخرين في قائمة المستحقين لدى "وزارة الإسكان"!
تسود علاقات متوترة بين إسرائيل والمنظمات الحقوقية الدولية الكبرى، على خلفية انتهاك إسرائيل المتواصل لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وقمع نشطاء فلسطينيين في مجالي الدفاع عن حقوق الإنسان والنضال من أجل إنهاء الاحتلال، وتوجيه المنظمات الحقوقية الدولية انتقادات إلى إسرائيل بسبب ممارساتها هذه.
تثير حركة BDS التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها، بسبب استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية منذ العام 1967، قلقا كبيرا وواسعا في إسرائيل. وتصف الجهات الحكومية وغير الحكومية الإسرائيلية هذه الحركة بأنها تؤجّج ظاهرة "نزع شرعية" إسرائيل، برغم أن BDS معروفة في العالم كحركة احتجاجية غير عنيفة.
تشكل المعاملة الفظة التي تواجهها دولة إسرائيل من جانب المجتمع الدولي إحدى الظواهر السياسية الدولية الأكثر إثارة للانتباه في العصر الحالي.
ولعل اللافت هنا أن إسرائيل، وهي الدولة الديمقراطية الوحيدة الواقعة في قلب عالم عربي وإسلامي غارق في التخلف الاجتماعي والاقتصادي، ويعبر عن نفسه بوسائل العنف، داخليا وخارجيا، هي التي تتعرض بالذات لحملات الشجب والإدانة المتواصلة من جانب المجتمع الدولي، ولا سيما من جانب الاتحاد الأوروبي، الذي نَصَّب نفسه مسؤولا وراعيا مؤتمنا على حقوق الإنسان في العالم أجمع.
الصفحة 248 من 324