لا يمكن الرهان على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي زار البلاد كعاصفة استمرت 30 ساعة، قادر على إحداث اختراق جدي في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، ناهيك عن التوصل إلى حل دائم، خلال فترة ولايته، التي ليس مضمونا ان تكتمل وفق التقارير الأميركية. فالعنصر الأساس الذي يمنع الاختراق هو وحدة الائتلاف الإسرائيلي الحاكم في رفضه لقيام الدولة الفلسطينية. وعلى الرغم من هذا، فإن أمرا بارزا بتنا نلمسه، وهو أن حماسة اليمين الاستيطاني الإسرائيلي لدخول ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت تشهد برودا. وتصريحات قادة المستوطنين اليوم ليست كتلك التي سمعناها فور انتخاب ترامب، أو مع دخوله إلى البيت الأبيض.
تكمن قوة إسرائيل تحت قيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في نظر نفسها، في اختلافها، في تميزها، في عزلتها وفي انغلاقها الدفاعيّ. وفوق هذا كله، تعتبر إسرائيل نفسَها الحقيقة الوحيدة في محيط مغلق وشرّير يمتاز بالكذب والتزوير، بالإنكار والعمى. غير أن مَن لا يسمع سوى "الكل" أو "لا شيء" يفقد صلته مع الحياة الحقيقية التي هي، في الواقع، "الحياة ذاتها".
أكثر ما يبرزه ويؤكده قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأخير بشأن تعيين أيوب قرا وزيراً للاتصالات، أنه (نتنياهو) لا يبذل أي جهد، ولو في الحد الأدنى، لإخفاء وستر رغبته الهوسيّة المحمومة في مواصلة الإمساك بزمام الأمور في كل ما يتعلق بالسلطة الحكومية المباشرة وصلاحياتها الواسعة والمختلفة في مجال الاتصالات والإعلام في إسرائيل، وهو المعروف بهوسه الاستحواذيّ القديم في السيطرة على الإعلام ووسائله، بأقصى ما يتيحه له القانون، بل أكثر، حتى بات مجال الإعلام ووسائله ومؤسساته المختلفة يشكّل ـ في نظر معظم المراقبين والمحللين الإسرائيليين ـ "اللعبة المفضلة لدى نتنياهو"، مع التأكيد على أن لديه "برامج وخططاً كبيرة في هذا المجال"!
أكدت ورقة تقدير موقف صادرة عن "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب على اسم اللواء مئير عميت "أن بيان مؤتمر القمة الذي عقد في الرياض بمشاركة الرئیس الأميركي دونالد ترامب وزعامات أو مندوبین من 55 دولة عربیة وإسلامیة یعكس تصعیدا في المستوى التصریحي على الأقل من جانب دول عربیة وإسلامیة بشأن توثیق التعاون مع الولایات المتحدة في المعركة على الإرھاب بما في ذلك المجالات العینیة مثل تمویل الإرھاب والتعاون الاستخباراتي. كما ینادي البیان ببلورة برنامج لإنشاء أجھزة مختصة لأجل تطبیقھا یكون مقرھا في الریاض في السعودیة.
لا يشكك أحد في الدور الحاسم للإمبراطورية البريطانية في إقامة دولة إسرائيل. وشكّل "وعد بلفور" فرضية جديدة في تاريخ الصهيونية. وغالبا ما تم اعتبار العلاقات بين الصهيونية والإمبراطورية البريطانية بأنها عملية أو نفعية، وبأنها استمرار لتحولات "طبيعية". لكن كتابة التاريخ الصهيوني بهذا الشكل يفقد التأريخ إمكانية التفكير في مجمل الإمبريالية الأوروبية وغيرها وفي العلاقات الديناميكية والمتغيرة بين الشرق والغرب بصفتها عوامل بلورت زخما هاما في تاريخ الصهيونية، وفقا لكتاب صدر بعنوان "الصهيونية والإمبراطوريات" عن معهد "فان لير" في القدس ودار النشر "هكيبوتس هميئوحاد"، في العام 2015. والكتاب يحتوي على مجموعة أبحاث كتبها باحثون في إطار مجموعة بحث في "فان لير".
صادق الكنيست في شهر نيسان الماضي على قانون، يعرف باسم "قانون كمينيتس"، يهدف إلى تشديد العقوبات على البناء غير المرخص. ورغم أن نص هذا القانون، الذي بادرت إليه صيغته النهائية وزارة العدل الإسرائيلية، لا يذكر أنه موجه ضد الأقلية العربية في إسرائيل، وأيضا في القدس المحتلة، التي فرضت عليها إسرائيل قوانينها، إلا أنه سينعكس حصريا على الأقلية العربية فقط.
الصفحة 246 من 324