في مكتب رئيس الحكومة في القدس لا يعيرون العقبات الدبلوماسية، التي تواجهها الولايات المتحدة في مجلس الأمن في طريقها نحو الحرب ضد العراق، اهتماما كبيرا. التقديرات في اسرائيل تقول ان توقيت الهجوم سيتقرر وفق اعتبارات لوجستية، بعد اتمام نشر القوات الأمريكية، وبالتالي فان الحرب ستبدأ في نهاية شباط أو بداية آذار. وهم لا يتوقعون ان يكون لتوقيت بدء الحرب أي تأثير على المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة.القيادة السياسية والعسكرية في اسرائيل متلهفة للحرب في العراق وتعلق عليها الأمل في تحقيق الإنتصار في حالة الأستنزاف الحالية مع الفلسطينيين. ففي اسرائيل يعتقدون بأن عزل ياسر عرفات عن السلطة سيؤشر على الأستسلام الفلسطيني.
شارون يعي وضع الاقتصاد الأسرائيلي الصعب، كما يعي توقعات الجمهور. ولو كان يستطيع استغلال "حالة الطوارىء الاقتصادية" لتشكيل حكومة وحدة قومية مع حزب العمل لانقضَّ على الفرصة. ولكن، يبدو ان هذه ليست نقطة انطلاق جيدة لتجنيد حزب العمل، الذي انسحب من الحكومة السابقة بسبب خلافات اقتصادية. تبقى الحرب في العراق. وهي التي يفترض أن تنزل الجميع عن الأشجار.
رئيس الحكومة لم يقرر بعد ما إذا كان من الجدير تمرير قرار التقليص في الحكومة الانتقالية الحالية، أو الانتظار لشهر آخر إضافي، إلى أن تقوم الحكومة الجديدة. ومن الممكن بعد الانتظار لشهر آخر، أن يكون الوقت قد فات، لأن الأزمات المالية تندلع فجأةً، مرةً واحدةً، من دون تحذير مسبق - مثلما في تايلندا وفي روسيا وفي الأرجنتين.
تل ابيب: تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية باهتمام كبير قرار الرئيس ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، تعيين رئيس للوزراء.وجاء القرار الرئاسي الفلسطيني عقب استقبال أعضاء اللجنة الرباعية في مقر الرئاسة في رام الله (الجمعة 14 شباط)، وتم الاعلان عنه في حديث الرئيس عرفات الى الصحفيين عقب الاجتماع، مؤكداً أنه سيدعو المجلسين المركزي والتشريعي للانعقاد، ويطلب موافقتهما لاتخاذ الخطوات اللازمة بهذا الشأن.
الصفحة 990 من 1047