مسألة إندلاع النقاش حول ميزانية الأمن، بشكل حاد وكبير، كانت مسألة وقت. هكذا يحصل حين تلتقي أزمة إقتصادية عميقة إلى هذه الدرجة، مع ميزانية أمن كبيرة إلى هذه الدرجة، و"أنا" ضخم كالذي يملكه رؤساء الجهاز الأمني عندنا. المتعقب لديناميكية الأزمة يعرف أن هذه النهاية، كان لا بد أن تكون باكية.جذور الشر لا تكمن في النقاش حول من أخذ للآخر خمسة مليارات شيكل. المشكلة الحقيقية هي أن ميزانية الأمن أديرت بلا رقابة، منذ الأزل، ومن دون إشراف وبشكل خفي عن عيون وزارة المالية. كل وزارة حكومية أخرى تحصل على ميزانيتها من خلال رقابة الجهاز البرلماني والحكومي. يفحصون كيفية إستخدام الوزارة للنقود، لأية أغراض، وما إذا كانت تنقل النقود من بند إلى آخر، وغيرها. الجيش معفي من كل ذلك. يقررون له الميزانية الكلية فقط، وما تبقى هو شأنه الخاص. لا يمكن للمالية أن تتدخل، لا يمكن للكنيست أن يتدخل، وليس بمقدور أحد أن يقول للجيش كيف يقسّم كعكته. فهي له.
إندلعت في الأيام الأخيرة معركة لم يسبق لها مثيل في ضراوتها، بين الجيش الاسرائيلي وبين وزارة المالية. <<الجيش يهزأ من القانون. الجيش يتصرف وكأنه جيش يملك دولة. الوضع أسوأ من ‘جمهوريات الموز’. الدولة كلها ستنهار في النهاية بسببه>>. هذا جزء فقط من الاتهامات الصعبة والجارفة التي قالها مؤخرًا كبار وزارة المالية، لرئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، وأوردتها صحيفة "معريف" في عنوانها الرئيسي (20 شباط).
على خلفية التقدم النسبي الذي تحقق حتى الآن في المفاوضات الإئتلافية بين "الليكود" وكل من "شاس" و "الإتحاد القومي"، خرج بعض اعضاء الكنيست الذين التقاهم متسناع بانطباع بأن حماسه من اللقاء السابق مع شارون قد فتر قليلا. * متسناع لا يرى ان هناك قاعدة سياسية مشتركة للجلوس مع "الليكود" في حكومة واحدة. انه يؤمن بأن على اسرائيل الإنفصال عن الفلسطينيين في كل الأحوال وحتى بدون اتفاق، الأمر الذي يوجب اخلاء مستوطنات في قطاع غزة وفي الضفة الغربية.
ردود فعل وانتقادات من اليمين واليسار * المشكلة: لاتوجد ميزانية لاستيعاب المهاجرين! * "هآرتس": <<قرار تعسفي وعديم المسؤولية>> * "معريف": <<عنصرية بيضاء>> وراء معارضة تهجير يهود الفلاشا الى اسرائيل * يشاي يعمل على جعل الأثيوبيين السود "حلالا" (كوشير) وتحويلهم الي يهود، فبهذه الطريقة يمكن زيادة عدد اليهود لمجابهة <<الخطر الديمغرافي العربي>>!
الصفحة 987 من 1047