بالكاد أعلنت الحكومة الاسرائيلية موافقتها المشروطة على "خريطة الطريق" حتى انهالت على شارون وأركانه برقيات الثناء والمديح ووصفها الناطق باسم البيت الأبيض بأنها خطوة كبرى الى أمام. وخطت الحركة الديبلوماسية خطوة جديدة باتجاه تسوية النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، وازدحمت حركة المرور على طريق تسوية هذا النزاع بعدما ظلت محدودة لأكثر من عامين، وتذكّر البعض زخم النشاط السياسي والديبلوماسي في عهد الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. وزار وزير الخارجية الاميركي كولن باول وعدد من وزراء خارجية الدول الأوروبية رام الله وتل ابيب لإظهار مساندة ادارة بوش ودول الاتحاد الأوروبي حكومة محمود عباس، ومحاولة اقناع شارون بأهمية الشروع في تنفيذ "خريطة الطريق".
تحليل إخباري بقلم: محمد دراغمة
بإعلانها أن موقفها من الهدنة المقترحة من جانب رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس قيد الدراسة، وأنه سيعلن في الفترة القريبة القادمة، كما جاء على لسان أحد ابرز قادتها الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، تكون حركة "حماس" قد أعطت أكثر من إشارة على موقف إيجابي مرتقب من هذا المقترح.
على رغم فداحة التضحيات التي تكبدها الشعب الفلسطيني خلال انتفاضة الاقصى والاستقلال، يمكن القول إن الكفاح الفلسطيني انقذ القضية الوطنية من غياهب مصير مظلم كان يخطط لزجها فيه. واليوم فإن اضطرار شارون الى الاعتراف بحق الفلسطينيين في اقامة دولة فلسطينية هو نتاج مباشر لهذا الكفاح وللانتفاضة الوطنية وللصمود الأسطوري الذي اجترحته الملايين من جنين البطولة حتى رفح الباسلة. ويذكرنا هذا التحول بالمسار العام لتطور الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وهو مسار ما انفك منذ عام 1967 يتخذ اتجاهاً لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
أعلنت مستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي كوندوليسا رايس في مقابلة صحفية مع "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية (2/5) ان الولايات المتحدة "تطالب سوريا بحل حزب الله" اللبناني. وقالت رايس: "اننا نطالب سوريا في كل مرة تسنح لنا الفرصة بالتوقف عن دعم الارهاب وحل حزب الله واغلاق المقار العامة للمجموعات الارهابية في دمشق وابعاد التهديد الذي تمثله صواريخ حزب الله على اسرائيل من جنوب لبنان".وكانت رايس تشير الى انتشار مقاتلي حزب الله المجهزين بصواريخ بعيدة المدى على طول الحدود اللبنانية مع اسرائيل والى اتخاذ مجموعات فلسطينية "راديكالية" من دمشق مقرًا لها.
الصفحة 993 من 1047