تتركز اللعبة السياسية اليوم في هوية وزير المالية القادم، لكن مستقبل الإقتصاد الأسرائيلي موجود الآن بين يدي امرأة واحدة، هي روبين كليفلند، التي تجلس في البيت الأبيض وتعد الميزانية الكبيرة لتمويل الحرب في العراق. الطلب لأقرار هذه الميزانية الكبيرة، بين 40 و100 مليار دولار، سوف يقدم الى الكونغرس عشية بدء الهجوم، ومن المفترض ان يشمل ايضًا المساعدة الخاصة لإسرائيل ودول حليفة اخرى، على رأسها تركيا والأردن.
بقلم: علاء حليحل"فَسَمن يشورون وَرَفس" - بهذه الجملة المأخوذة من العهد القديم (سفر التثنية، الاصحاح 32، الآية 15)، وصف الراف عوفاديا يوسيف، زعيم "شاس" الروحي، رئيس الحكومة الاسرائيلية أريئيل شارون، في هجمة "عنيفة" مثل التي اعتدنا عليها سابقًا من الراف يوسيف ضد سياسيين إسرائيليين وضد العرب. وتأتي هذه الهجمة بعد أن اتضح نهائيًا أن "شاس" خارج الحكومة، وبدلا منها ستحتل كتلة "شينوي" مواقعها الوزارية، التي اعتادت عليها "شاس" منذ أيام أرييه درعي الأولى.
قرر رئيس "مريل لينتش" وعميد بنك اسرائيل سابقا، بروفيسور يعقوب فرنكل، سحب ترشيحه لمنصب وزير المالية في حكومة شارون الثانية. وعلى ذلك، فان المرشحين المتبقين لهذا المنصب الآن هم: وزير المالية الحالي سيلفان شالوم، وزير الخارجية بنيامين نتنياهو، ورئيس بلدية القدس الغربية السابق ايهود اولمرت.وليس من الواضح اذا ما كان قرار فرنكل مناورة تكتيكية أم قرارا نهائيا. ويقول المقربون منه انه اتخذ قراره هذا بعد ان أيقن، مساء يوم السبت الاخير، ان شارون قرر تفضيل حكومة يمينية ضيقة على حكومة وحدة وطنية مع حزب حزب العمل.
وسط هدير الملايين الرافضة للحرب التي غزت شوارع عواصم العالم، والحركة الخفية لمندوبي شركات النفط بحثاً عن توقيع عقود نفطية لمرحلة >عراق ما بعد صدام<، وفي خضم الدور القيادي الدولي المتنامي لفرنسا تتضح تفاصيل صورة الحرب القادمة - التي بدأت بالفعل - ، وتترسخ على شاشة الوعي العالمي أهدافها، ولا يوفر مسؤولو الإدارة الأميركية فرصة لأن يمتلك أي شخص شكوكاً حول نواياهم الحقيقية، ولإدراك أن المسألة أبعد من العراق وأكثر من النفط. فللمرة الأولى منذ سقوط حائط برلين وقيام ميخائيل غورباتشوف بالتصفية المجانية للامبراطورية السوفياتية المريضة، يبدو العالم على موعد مع مخاض ولادة نظام عالمي جديد.
الصفحة 985 من 1047