على خلفية التقدم النسبي الذي تحقق حتى الآن في المفاوضات الإئتلافية بين "الليكود" وكل من "شاس" و "الإتحاد القومي"، خرج بعض اعضاء الكنيست الذين التقاهم متسناع بانطباع بأن حماسه من اللقاء السابق مع شارون قد فتر قليلا. * متسناع لا يرى ان هناك قاعدة سياسية مشتركة للجلوس مع "الليكود" في حكومة واحدة. انه يؤمن بأن على اسرائيل الإنفصال عن الفلسطينيين في كل الأحوال وحتى بدون اتفاق، الأمر الذي يوجب اخلاء مستوطنات في قطاع غزة وفي الضفة الغربية.
عشية لقائه المقبل مع رئيس الحكومة أرئيل شارون، المنتظر عقده في الايام القليلة القادمة، بدأ رئيس حزب "العمل" عمرام متسناع جولة من اللقاءات مع غالبية اعضاء الكنيست من حزبه، صدرت عنها جميعها رسالة واحدة مشتركة: خفض التوقعات حول الدخول في شراكة مع "الليكود".
وعبر مسؤولون في الحزب عن هذه الرسالة بالقول إن <<الفرحة الآن سابقة لأوانها. الفوارق السياسية عميقة. متسناع لم يتلق الأجوبة التي أرادها من شارون. اذا قبل شارون بشمل مواقف متسناع في الخطوط الأساسية للحكومة القادمة - عندئذ لن تجدوا شخصا يقول انه لاينبغي على حزب العمل ان ينضم الى الحكومة>>.
وعلى خلفية التقدم النسبي الذي تحقق حتى الآن في المفاوضات الإئتلافية بين "الليكود" وكل من "شاس" و "الإتحاد القومي"، خرج بعض اعضاء الكنيست الذين التقاهم متسناع بانطباع بأن حماسه من اللقاء السابق مع شارون قد فتر قليلا. وفي ذلك يكتب يوسي فرتر في "هآرتس" (20 شباط): <<ذلك لأن بعض محدثيه حذروه من شارون: "انه مراوغ، سوف يضمكم أولا ثم تبدأ أحابيله فتقعون في المصيدة. انه يريدك فقط لكي يحصل على الضمانات من بوش، لكي يقلص الميزانية ولكي يمنع الضغط الأمريكي المحتمل بعد العراق>>.
وتقول بعض التقارير إن متسناع لا يرى ان هناك قاعدة سياسية مشتركة للجلوس مع "الليكود" في حكومة واحدة. انه يؤمن بأن على اسرائيل الأنفصال عن الفلسطينيين في كل الأحوال وحتى بدون اتفاق، الأمر الذي يوجب اخلاء مستوطنات في قطاع غزة وفي الضفة الغربية.
وفي ضوء هذه التطورات، يبقى السؤال: هل يمكن ان يعرض شارون - الذي أبلغ مقربيه بأنه سيقرر، حتى مطلع الأسبوع المقبل، أية حكومة يريد - بيانا بهذه الروح على الكنيست؟ ألأرجح: انه لن يفعل. فهل سيفاجأ متسناع بذلك حقا؟ الأرجح : كلا. وهل متسناع بحاجة حقا لأن يشرح له الناس من هو شارون؟ الأرجح: كلا.
اذن، لماذا حفلة التلبك والأرتباك هذه التي يقيمها بين زملائه؟ - يتساءل فرتر في مقاله المذكور، ويضيف: <<يدعي أحد الذين التقوه ان الهدف قد يكون اقناع مؤيدي الوحدة والجمهور الواسع بأن متسناع قد حاول، بصدق هذه المرة، فحص الإمكانيات لإقامة حكومة وحدة قومية>>.
<<مسؤول رفيع آخر خرج بانطباع معاكس. وبتقديره ان متسناع يعتقد بأمكانية العمل مع شارون. متسناع التقى امس ليس مع اعضاء كنيست فقط، وانما ايضا مع المحامي جلعاد شير، الذي صاغ الخطوط الأساسية لحكومة ايهود براك في صيف 1999، ثم اصبح فيما بعد مدير مكتب رئيس الحكومة. هذا اللقاء أشعل ضوءا أحمر لدى معارضي الوحدة: لماذا يجد متسناع، فجأة، حاجة الى الأجتماع بالشخص الذي يعتبر خبيرا في صياغة اتفاقيات ائتلافية؟ من الصعب معرفة ما دار بينهما من حديث. ربما تداولوا فقط المواضيع السياسية التي سيتمحور اللقاء مع شارون غدا – الجمعة - حولها. شير ضليع في هذه المواضيع ايضا>>.
في حزب العمل يستغربون ويعجبون من الخطوات التي يقوم بها متسناع. عضو الكنيست بنيامين بن اليعيزر وجه، في محادثات خاصة ومغلقة، انتقادات لاذعة الى خلفه: <<لا أعرف الى اين يسير ويقود. انه في الظاهر يتشاور معنا، لكن هذا هراء. اذا دخلنا الى الحكومة فستكون هذه نهايتنا. انها تحطم وانهيار. يجب البقاء خارج الحكومة وترميم الحزب>>، قال بن اليعيزر.
ومع ذلك، يعتقد بن اليعيزر انه اذا ما تعهد شارون لحزب العمل، مسبقا، بتشكيل حكومة وحدة علمانية، باشتراك "الليكود" و "العمل" و "شينوي"، وبدون "المفدال"، فمن الواجب البدء بمفاوضات جدية، ومطالبة شارون بتلبية الشروط التالية:
- البدء بمفاوضات سياسية فورية،
- انجاز العمل في اقامة الجدار الفاصل في "خط التماس"،
- اخلاء البؤر الإستيطانية غير القانونية،
- تغيير سلم الأولويات.
لكن مسؤولي "الليكود" اوضحوا انه لن تقوم حكومة بدون "المفدال"، لكي لا يبقى شارون رهينة بأيدي "العمل".
في هذه الاثناء تغلب بن اليعيزر على متسناع في المنافسة على رئاسة كتلة "العمل" في الكنيست: مرشحته، داليه ايتسيك، فازت على مرشح متسناع، ايتان كابل. <<كان هذا درسا اول>>، قال مقربو بن اليعيزر، <<اما الدرس الثاني فسيكون في المكتب السياسي للحزب، والثالث - في اللجنة المركزية>>.
وبموجب "هآرتس"، وجه ابراهام بورغ احد قياديي الحزب انتقادات حادة الى متسناع بسبب ما اسماه "التغيير الدراماتيكي" في موقفه حيث تعهد قبل الإنتخابات بعدم الأنضمام الى حكومة شارون. وحذر بورغ متسناع من انه سيقاوم، بكل حزم، الأنضمام الى حكومة شارون اذا ما طرح الموضوع للبحث في هيئات الحزب. <<لست مستعدا للمساومة والتنازل في تعهداتي للجمهور>>، قال.
لكن بورغ رفض تأكيد هذه الأقوال، بينما يقول مقربوه انه ينوي التنافس على رئاسة الحزب امام متسناع، اذا ما انضم الأخير الى الحكومة.
فرتر: <<مثل هذا السيناريو ينبغي ان يقلق ليس متسناع فقط، وانما شارون ايضا: المنافسة الأخيرة في حزب العمل فككت حكومته. واذا ما حصلت منافسة بعد ستة - ثمانية أشهر، فمن الممكن ان ينسحب حزب العمل من الحكومة مرة اخرى. اما اذا كانت تلك حكومة وحدة علمانية، كما يطالب قادة العمل، فسيفقد شارون اغلبيته البرلمانية.>>