لم يشهد تاريخ اسرائيل حكومة كحكومة اريئيل شارون، تفتقر للاغلبية البرلمانية الثابتة، ويكون بامكانها، ليس فقط ان تعيش حوالي تسعة أشهر، لا بل انها تقول لنا ان عمرها اطول من هذا بكثير.
حكومة شارون سجلت الكثير من الارقام القياسية، في عدد نزاعاتها وتفككها، وموتها وقيامها خلال ايام قليلة وساعات، حتى أن رئيسها شارون سجل رقما قياسيا من حيث انه اكبر رئيس حكومة من ناحية العمر، فهو ينهي يوم السبت القادم عامه السابع والسبعين، ولكن ما عليه، فزميله الواقع تحت امرته، الوزير شمعون بيريس، اصبح عمره 81 عاما ونصف العام.
لا شك أن في جملة إستهلالية من المقال الإفتتاحي الذي أنشأته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أمس الإثنين (21/2/2005)، غداة إقرار الحكومة الإسرائيلية خطة "فك الإرتباط" الأحادية الجانب عن غزة وبعض المستوطنات الصغيرة في الضفة الغربية، والتي جاء فيها بشأن حوصلة الإقرار السالف القول الآتي "إن الحكومة أزاحت عقبة إضافية من طريق تحرير إسرائيل من ربقة الإحتلال في قطاع غزة وجزء كبير من الضفة الغربية"، ما يعيدنا إلى حقيقة كون الخطة المذكورة خطوة في طريق طويل يتعين سلوكه للتخلص نهائيًا من الإحتلال، حتى في قراءة الجهات الإسرائيلية الساعية لبلوغ هذه الغاية.
ازدادت في الآونة الاخيرة كمية التهديدات الموجهة الى شخصيات اسرائيلية رسمية، من المستوى الوزاري. فبعد التهجّم الكلامي الذي تعرضت له الوزيرة ليمور ليفنات من جهة عناصر استيطانية متطرفة ذات رائحة كهانية (نسبة الى العنصري مئير كهانا)، جاءت التهجمات على الوزير بنيامين نتنياهو وتخريب سيارته، ثم رسائل التهديد الى الوزيرين مئير شطريت وبنيامين بن اليعازر التي كُشف عنها في جلسة للحكومة (مهددو بن اليعازر اهتموا بتذكيره بأصله العراقي العربي! لكن الجميع بمن فيهم المهدَّد نفسه تجاهلوا هذا "التفصيل").
صادقت الحكومة الإسرائيلية أول من أمس الاحد (20/2/2005) على مشروعي "خطة فك الارتباط" و"مسار الجدار العازل" الذي تبنيه إسرائيل على الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
وبحسب التقارير، التي نشرتها وسائل الاعلام الاسرائيلية في الايام الاخيرة الماضية، فان الجدار العازل سيشمل في جهته الغربية أراضي تعادل ما نسبته 7% من مساحة الضفة الغربية اضافة الى الاف الفلسطينيين الذين سيحاصرهم الجدار.
الصفحة 711 من 1047