استفحلت في السنوات الأخيرة مشكلة عدم اعتراف المؤسسة اليهودية الإسرائيلية بمئات الآلاف ممن يعلنون يهوديتهم، ولكن يهوديتهم لا تتوافق مع تعاليم الشريعة التي يتبناها المتدينون المتزمتون، وهي المشكلة التي تواجهها إسرائيل منذ قيامها، ومعروفة باسم "من هو يهودي"، وتسيطر عليها المجموعات الأصولية اليهودية، المسيطرة بدعم الحكومات على المؤسسة الدينية الرسمية في إسرائيل.
لو كان هاملت جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي، لكان قال الآن: "هنالك شيء عفن في مملكة إسرائيل!"
وبالفعل، هنالك شيء عفن:
- رئيس الدولة، موشيه كتساف، يرفض التخلّي عن منصبه، على الرغم من أن ثماني نساء قد اتهمنه بالملاحقة الجنسية. هو يدعي بأن مؤامرة دنيئة قد حيكت ضده ويوجه إصبع الاتهام إلى أتباع بنيامين نتنياهو في الليكود.
في نهاية الأسبوع الأول للحرب، وعندما تبين أن إسرائيل عاجزة عن الحسم العسكري، وأنها دخلت في حرب استنزاف قد تمتد طويلا نشب الخلاف شديدا داخل القيادة العسكرية. وبدا واضحا أن المفهوم الذي سوقت هيئة الأركان الحرب على أساسه للقيادة السياسية فشل في تحقيق أغراضه. وعندما بدأ التهامس حول إخفاقات الجيش على الأرض، أصم الجمهور الإسرائيلي أذنيه عن ذلك، ودعا إلى التصعيد على أمل أن يعود الجيش ويمتلك زمام المبادرة.
لسنوات طويلة ظل قاضي ومن ثمّ رئيس المحكمة العليا في إسرائيل، أهارون باراك، بمثابة "أيقونة" قضائية لامعة، وذلك بفضل حضوره المميز في المشهد الحقوقي، إسرائيليا ثم دوليا.
وبرز باراك في العقد الأخير من مشواره القضائي كالشخصية القضائية الأولى في البلاد ليس فقط بحكم منصبه الرسمي المرموق كرئيس للعليا وإنما عينيا بفضل القرارات الدستورية التي صدرت عن العليا في هذه الحقبة، حيث ترك باراك من خلال هذه القرارات بصماته الشخصية في نواح عديدة من القضايا الحقوقية.
الصفحة 107 من 117