من الواضح أننا، العرب الفلسطينيون في إسرائيل، بحاجة إلى جمع الصياغات المختلفة الموجودة في التعريف الذاتي لكياننا ولطبيعة علاقتنا مع الدولة ومع شعبنا الفلسطيني وإلى ربطها من أجل تكوين رؤية متماسكة ومتكاملة ومتجانسة قدر الإمكان؛ تعريف ذاتي يشمل جميع المجالات الوجودية - السياسي منها والثقافي والاقتصادي والتربوي والحيزي والاجتماعي، وتبلوره معظم التيارات والتوجهات السياسية والفكرية والبحثية
توطئة
من الواضح أننا، العرب الفلسطينيون في إسرائيل، بحاجة إلى جمع الصياغات المختلفة الموجودة في التعريف الذاتي لكياننا ولطبيعة علاقتنا مع الدولة ومع شعبنا الفلسطيني وإلى ربطها من أجل تكوين رؤية متماسكة ومتكاملة ومتجانسة قدر الإمكان؛ تعريف ذاتي يشمل جميع المجالات الوجودية - السياسي منها والثقافي والاقتصادي والتربوي والحيزي والاجتماعي، وتبلوره معظم التيارات والتوجهات السياسية والفكرية والبحثية.
بناءً على دعوتي كرئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، التقت مجموعة من الباحثين والناشطين العرب من أجل التباحث في برنامج يصبو إلى تكوين مجمع للأصوات القيادية المختلفة والتوصل من خلال الإجماع على الحد الأدنى من المتفق عليه إلى بلورة رؤية إستراتيجية جماعية مستقبلية للمواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل.
لقد بادرت إلى هذا البرنامج كاستمرار لمشروع الطاولة المستديرة الذي هدف إلى تطوير برنامج إستراتيجي جديد للعرب الفلسطينيين في إسرائيل.
أشكر هذه المجموعة على مجهودها وعلى تفانيها والتزامها في مسيرة دامت أكثر من سنة تم خلالها عقد أربعة لقاءات مطولة استمرت عدة أيام.
هذه الأوراق هي نتاج هذه المسيرة. ونتاج عمل جماعي تم من خلاله نقاش مضمونها وإقراره. إذ يعرض جوهر العمل في ملخصات لأوراق بحث كتبها بعض المشاركين في المجموعة تقترح فيها توجهات عامة لعملية التغيير المطلوبة في مستقبل العرب الفلسطينيين في إسرائيل.
تتصدر هذه الأوراق قضية انتماء وهوية العرب الفلسطينيين في إسرائيل وإشكالية المواطنة، ثم يأتي ما يترتب عليهما من حيث مكانتهم الحقوقية وسياسة الأراضي والتخطيط والبناء وإستراتيجية التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والرؤية التربوية لجهاز التربية والتعليم العربي وسبل تطوير الثقافة العربية الفلسطينية في إسرائيل والعمل السياسي والأهلي للعرب الفلسطينيين في إسرائيل. مع العلم بأنه لم يتسن للمجموعة استعراض العديد من القضايا المصيرية الأخرى والتباحث فيها بالشكل الكافي.
وسيصدر في المرحلة القادمة كتاب يعرض التصور المستقبلي بالتفصيل ويصف سيرورة العمل.
تكمن أهمية هذا العمل في النقاش الذي سيلي نشر هذه الورقة. فليس بالضرورة أن يوافق على هذا النتاج ممثلو جميع أطراف التيارات والقوى السياسية الممثلة داخل لجنة المتابعة العليا، وإنما الهدف الأساسي هو إشعال شرارة النقاش الجماهيري فيما يخص مستقبل العرب الفلسطينيين في إسرائيل.
منطلق
نحن، العرب الفلسطينيين في إسرائيل، أهل الوطن الأصليون ومواطنون في الدولة وجزء من الشعب الفلسطيني والأمة العربية والفضاء الثقافي العربي والإسلامي والإنساني.
لقد أدت حرب 1948 إلى إقامة دولة إسرائيل على 78 % من مساحة فلسطين التاريخية. ووجدنا أنفسنا نحن الباقين في وطننا (حوالي 160 ألف نسمة) داخل حدود الدولة اليهودية منقطعين عن بقية شعبنا الفلسطيني وعن العالم العربي وأرغمنا على حمل جنسية الدولة الإسرائيلية فتحولنا إلى أقلية في وطننا التاريخي.
عانينا منذ نكبة فلسطين وقيام الدولة من سياسات تمييز بنيوية حادة وقهر قومي ومن حكم عسكري دام حتى العام 1966 ومن سياسة مصادرة الأرض وتمييز في الموارد والحقوق وتهديد بالترحيل، واعتداءات عنيفة قتلت فيها الدولة مواطنين فلسطينيين في كفر قاسم (1956) ويوم الأرض (1976) ويوم القدس والأقصى (2000).
وبالرغم عن كل ذلك فقد حافظنا على هويتنا وثقافتنا وانتمائنا الوطني وتنظيم صفوفنا ورصها.
لقد ناضلنا ونناضل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا مقبولا وعادلا وفق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
تعريف الدولة بأنها دولة يهودية واستعمالها للديمقراطية لخدمة يهوديتها يقصينا ويضعنا في تصادم مع طبيعة وماهية الدولة التي نعيش فيها. لذلك نطالب بنظام ديمقراطي توافقي يمكننا من المشاركة الحقيقية في اتخاذ القرار والسلطة لضمان حقوقنا القومية والتاريخية والمدنية الفردية والجماعية.
في ظلّ هذا التاريخ الحديث المركّب، نتطوّر حاليًّا نحو حقبة جديدة، حيث يتصاعد الوعي الذاتي بيننا، مشدّدًا على الحاجة إلى أن نقوم برسم طريقنا نحو المستقبل وبلورة هُويّتنا الجماعية وصياغة برامج عملنا الاجتماعيّة- السياسيّة، وقد كانت مرحلة تكوين لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل نقطة مفصلية في تاريخ تنظيمنا حيث حازت اللجنة على المصداقية بكونها الهيئة التمثيلية العليا لجميع القوى والهيئات السياسية والشعبية الفاعلة.
انطلاقا من هذا الواقع، ومن منطلق رؤيتنا للتغييرات الحاصلة داخلنا يأتي هذا المشروع استمرارا لمسيرتنا النضالية وارتقاء نحو بلورة تصور مستقبلي إستراتيجي للفلسطينيين في إسرائيل.
وينشد هذا العمل الإجابة عن السؤال المصيري: "مَن نحن وما الذي نريده لمجتمعنا؟".
لتحقيق هذا الهدف ستتبع التصور المستقبلي خطوات عمليّة ملموسة وخطّة عمل عينية ذات أهداف محددة وستشمل كافة التيارات في مجتمعنا باعتبار هذا التصور خطابا فلسطينيا مستقلا ونوصي باعتماده مرجعا.
نتوخى من هذا التصور المستقبلي تنظيم الصفوف وإيجاد نقاط الالتقاء لوجهات النظر والمعتقدات والرّؤى المختلفة والمتناقضة أحيانًا على أساس الثوابت والمصالح الوطنية.
اللجنة القطرية للسّلطات المحليّة العربيّة في إسرائيل أخذت على عاتقها تفعيل هذا البرنامج، باطلاع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية. ويتم تنفيذ هذا المشروع على مرحلتين:
في المرحلة الأولى شكلت لجنة توجيه ساهمت في توضيح آليّات التعبير عن أهداف وإستراتيجيّات المشروع لتضمن تطبيقه الفعليّ، ولتختبر مدى تلاحم الأهداف مع الآليّات المخطَّطة للبرنامج.
وفي المرحلة الثّانية تم بلورة تصور مستقبليّ على مدار أربعة اجتماعات مطوّلة، انعقدت في نهايات أسابيع وضمت كوكبة من المفكرين والناشطين العرب وتكتمل هذه المرحلة بعقد مؤتمر عام وبكتاب يعرض من خلاله التصور النهائيّ وسيرورة العمل.
نصبو لهذا التصور أن يشكل نبراسا في مسار تغيير واقعنا وأن يساهم بالتأثير على الأجندة الإسرائيلية بصورة فعّالة وإيجابية، مواصلا بذلك المضيّ في الزخم الفعّال الذي تنتهجه لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل منذ قيامها. كما نرجو أن يؤدي إلى إثارة وإثراء شرارة النّقاش العامّ فيما بيننا، ونحو المجتمع الفلسطيني في الخارج، ونحو الدّولة والمجتمع اليهودي والرأي العام العربي والعالمي.
وقد تطرقت المجموعة في نقاشاتها إلى ثمانية محاور أساسية :
العرب الفلسطينيون في إسرائيل وعلاقتهم بالدولة
العرب الفلسطينيون في إسرائيل غير راضين عن مكانتهم الجماعية. ففي الوقت الذي يحافظون فيه على هويتهم العربية الفلسطينية، يتطلعون إلى تحقيق المواطنة الكاملة في الدولة ومؤسساتها وتحقيق إدارة ذاتية مؤسساتية تضمن لهم حق إدارة شؤونهم الخاصة كمواطنين في مجالات التعليم والثقافة والدين، وذلك بطبيعة الحال كجزء لا يتجزأ من الدولة والمواطنة الإسرائيلية، بالإضافة إلى سعيهم لتحقيق المساواة مع الأغلبية اليهودية. وفي الحقيقة فان إدارة ذاتية من هذا النوع في إطار الدولة تشكل نموذجًا لنظام مبني على أساس "الديمقراطية التوافقية"، وهو بمثابة نظام يجسّد وجود مجموعتين قوميتين في الدولة، اليهود والفلسطينيين ويضمن المشاركة الحقيقية في السلطة والموارد واتخاذ القرار لكلتا المجموعتين.
المكانة الحُقوقية للعرب الفلسطينيين في إسرائيل
تعتمد رؤيتنا الحقوقية لقضية مكانة العرب الفلسطينيين بالأساس على النظرة الجماعية والتحوّلية لمبدأ المساواة، والتي بحسبها نسعى إلى تحقيق المساواة والشراكة الفعليتين على المستوى القومي- الجماعي، والى مكافحة ظروف التبعية الرسمية والتبعية الاقتصادية التي يعاني منها العرب الفلسطينيون على حد سواء؛ سعيًا إلى تغيير مجتمعي بنيوي وشامل يحقق لنا ظروفا حياتية على أرض الواقع لا تقل بمستواها الاقتصادي- الاجتماعي عن تلك المتوفرة لدى مجموعة الأغلبية، وذلك نحو تحقيق الحرية الكاملة من ظروف التبعية القومية والاستغلال والاضطهاد.
اعتمادًا على هذه الرؤية الديمقراطية الواسعة المبنية على أسس الديمقراطية التوافقية نصبو لبلورة تصورنا المستقبلي الجماعي للمكانة الحقوقية للمواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، لتقوم على المساواة الشراكية والمتكافئة.
سياسة الأراضي والتخطيط والبناء للعرب الفلسطينيين في إسرائيل
من أجل جسر الفجوة في مجالات الأرض والتخطيط والبناء وتغيير الوضع القائم يتوجّب الاعتماد على تبني مبدأ العدل التوزيعي بين المواطنين العرب وباقي المواطنين في الدولة قانونيًا، ضمن ديمقراطية توافقية وإلغاء كافة قوانين المصادرة والأنظمة والإجراءات التي تميّز ضد الأقلية العربية؛ تغيير سياسة إسرائيل في مجالات الأراضي والتخطيط، بدءًا عبر الاعتراف بالغبن التاريخي الذي حلّ بالأقلية العربية الفلسطينية. بحيث تتطابق حدود سياسة الأراضي والتخطيط الإسرائيلية مع حدود المواطنة داخل دولة إسرائيل، وليس مع حدود الشعب اليهودي أينما تواجد؛ إعادة بناء المؤسسات الاسرائيلية التي تعمل في مجالات الأرض والتخطيط والبناء من الناحية الإدارية، توسيع مناطق نفوذ القرى والمدن العربية ميدانيًا وتبني خطاب جديد في قضايا الأرض والتخطيط، يتضمّن المطالبة بعدم تطبيق قانون التنظيم والبناء الحالي على المواطنين العرب وتجمّعاتهم السكانية، حتى تتم مساواتهم مع المواطنين اليهود وتجمّعاتهم السكانية.
إستراتيجية التنمية الاقتصادية للعرب الفلسطينيين في إسرائيل
إن الخيار الأفضل أمام المواطنين العرب هو الاندماج في النظام الاقتصادي في الدولة من خلال خطة تنموية تقوم على تنشيط الموارد الاقتصادية والعمل في نفس الوقت من أجل تطبيق نظام رفاه اجتماعي شمولي يضمن الحد الأدنى من الخدمات ومستوى الحياة للشرائح الفقيرة وإنشاء جهاز تضامن وتكافل داخلي يسهم في تخفيف حدة الفقر وإفساح الفرص أمام الجميع. بالاضافة الى انتهاج تنمية ذات وجهين: الأول الاندماج في سوق العمل والاقتصاد الإسرائيلي من منطلق حقهم كمواطنين في الفرص المتساوية في سوق العمل والمبادرة؛ والثاني خلق زخم ودينامية داخلية في الحركة الاقتصادية ذات طابع إثني، تؤديان إلى زيادة الفرص في المجتمع العربي والتحرّر النسبي من التبعية وتحقيق التكافل والتماسك المجتمعي.
إستراتيجية التنمية الاجتماعية للعرب الفلسطينيين في إسرائيل
عملية التنمية الاجتماعية هي عملية واسعة جدًا وشاملة لجميع نواحي الحياة الاجتماعية. تهدف التنمية الاجتماعية إلى خلق بيئة سليمة وودّية تضمن حدًا أدنى من التضامن والتكافل الاجتماعي، ويتمتع فيها الناس بنوعية حياة أفضل. وبذلك فهي تعني: ضمان القاعدة الاجتماعية السليمة والداعمة للهُوية الجماعية مما يعني الدمج بين الاجتماعي والسياسي والتقليل من حدة الشروخ الاجتماعية في حدود التعددية في الانتماء، وتعزيز القدرات على التنظيم الذاتي؛ النهوض بمكانة المرأة من خلال العمل على مساواتها بالرجل في كل المجالات خاصة في فرص تحقيق الذات؛ علاج الآفات الاجتماعية التي تستنزف موارد المجتمع وتضرّ بنسيج علاقاته الاجتماعية وتحوّله إلى أفراد متنافرين؛ تحقيق التوازن بين الفردانية التي تعني تحقيق الذات - الفردانية الناضجة الخلاقة والمُبدعة - والمصالح الجماعية؛ ومشاركة أكبر عدد من المؤسسات والأفراد والانتقال إلى مرحلة يستخدمون فيها أكثر ما يمكن من مواردهم المادية والبشرية وعلى أفضل وجه، من الجنسين ومن جميع الفئات.
التخطيط الإستراتيجي والرؤية التربوية لجهاز التربية والتعليم العربي في إسرائيل
ثمة مهمتان رئيستان أمام أية استراتيجية تربوية تهدف إلى بناء مجتمع المستقبل: معالجة التحديات والمشاكل العالقة في الحاضر، وما يظهر ويستجد من عقبات وتحديات في المستقبل؛ والتعامل مع التربية كقوة دافعة لمجتمع المستقبل. يجب أن تعتمد خطة العمل الإستراتيجي على الفرضيات الأساسية التالية: حق العرب الفلسطينيين في إسرائيل- كأهل الوطن الأصليين - في إدارة الجهاز وتوجيه سياسته التربوية والتعليمية؛ اعتماد أهداف التعليم العربي كما تم صياغتها في لجنة متابعة قضايا التعليم العربي بعيد مؤتمر التعليم العربي الرابع العام 1994؛ وظيفة جهاز التربية والتعليم تتمثل من مركبين متصلين: الأول هو خلق جيل يتمتع بشخصية وهوية (على جميع أشكالها) محددة ومبلورة. والثاني هو إتاحة الفرصة أمام المربي للوصول إلى استغلال أقصى حدود قدراته وإمكانياته؛ واعتبار الجهاز التربوي المركب الأساس لمشروع تنموي اجتماعي- اقتصادي وثقافي سياسي.
الثقافة العربية الفلسطينية في إسرائيل
"فلسطين التاريخية" هي الوطن، ووحدة المكان، حتى وإن كان مجزّأ سياسيًا ومحتلا وممزقًا، تبقى هي الأرض التي يلتقي عليها المبدعون الفلسطينيون، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في المنافي أو في الوطن. نحن جزء من هذا المكان وهو يصوغ وعينا ولغتنا الأدبية ويبلور هويتنا، ولا يخفى على أحد أن إسرائيل، الدولة العبرية الصهيونية اليهودية، حاولت خلال كل العقود الماضية فك ارتباطنا بهذا المكان، ليس فقط بواسطة الترانسفير الجسدي، بل الترانسفير الفكري والوجداني أيضًا، أي خلق هوية جديدة تقوم بالأساس على "الإخلاص للدولة" - كما جاء في أهداف مناهج التعليم العامة والعربية أيضًا. لم تنجح هذه السياسة، والدليل على ذلك أن في داخل إسرائيل، بعد النكبة، انبعثت حركة ثقافية عربية فلسطينية، هي امتداد طبيعي، في ظرف غير طبيعي، للحركة الثقافية الفلسطينية التي تبلورت في مطلع عشرينيات القرن العشرين. وبناءً عليه فإننا نقترح إقامة هيئة عليا لمتابعة شؤون الثقافة الفلسطينية في إسرائيل لا تشكل بديلا لأي إطار ثقافي قائم، بل لدعم هذه الأطر والفعاليات ولتجميع وتكثيف العمل على صيانة وتطوير ثقافتنا.
العمل المؤسّساتي والعمل السياسي
إن بناء المؤسسات الوطنية وتوضيح أدوارها الداخلية وعلاقتها بالمؤسسات الحكومية والسلطات المحلية المنتخبة والمبادرات الفردية والقطاع الخاص والمؤسسات الحزبية، هي من أهم التحديات التي تتطلب نقاشًا واتخاذ القرارات في هذا الخصوص. تطوير المؤسسات وتفعيلها من شأنه إحداث تغيير حقيقي في مكانتنا الجماعية، في القدرة على التحرك في ظل الصراع في المنطقة، في مكانتنا في الدولة وفي الرؤية الجماعية التي بدأت تتبلور- خصوصًا في أعقاب اتفاقيات أوسلو- لدى التيارات السياسية والمجتمعية الفلسطينية في البلاد. بهذا فإننا نقترح رؤية إستراتيجية لتطوير وتنسيق العمل المؤسساتي، على أشكاله عبر مواصلة وتعزيز عمليات التنظيم الداخلية والجماعية الهادفة إلى ضمان الحقوق الجماعية والفردية للمجتمع الفلسطيني العربي في البلاد؛ تطوير وتعزيز عمل هيئات المجتمع العربيّ التي تهدف إلى تغيير السياسة المؤسسية المتعلقة بمكانة المجتمع العربي واحتياجاته، بما في ذلك خلق آلية للتنسيق بين الهيئات المختلفة؛ تطوير وتعزيز العلاقات والنشاطات مع دول ومنظمات على الساحة الدولية، بما في ذلك المجتمعات اليهودية، من أجل التشديد على أهمية الاعتراف الدولي باحتياجات المجتمع العربي القومية والثقافية والاقتصادية والسياسية؛ تطوير آليات عمل لتوثيق العلاقة وتطويرها مع باقي أجزاء الشعب الفلسطيني، والعالم العربي على أساس التواصل الوطني والثقافي دون المس بالمكانة الخاصة لمجتمعنا محليا وإقليميا.
أسماء المشاركين والمشاركات في المشروع:
شوقي خطيب، الشيخ هاشم عبد الرحمن، د. رياض اغبارية، واكيم واكيم، عايدة توما، بروفيسور عزيز حيدر، د. أسعد غانم، بروفيسور مروان دويري، د. خالد أبو عصبة، سلمان ناطور، جعفر فرح، د. يوسف جبارين، د. ثابت أبو راس، بروفيسور اسماعيل أبو سعد، إياد رابي، د. نهاية داوود، د. راسم خمايسي، جابر عساقلة، وليد ملا، حسام أبو بكر، علي حيدر، بكر عواودة، بروفيسور محمد حاج يحيى، د. محمد أمارة، راوية شنطي، د. ماري توتري، أيمن عودة، صابر رابي، د. مفيد قسوم، د. هالة اسبنيولي، سناء وتد، نبيه أبو صالح، د. خنساء ذياب، عوني توما، نبيه بشير، د. عادل مناع، غيداء ريناوي- زعبي.
________________________________
* شوقي خطيب- رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس مجلس يافة الناصرة المحلي.