رفضت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية طلب الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق العملية العسكرية في لبنان وطالبته "بتحقيق إنجازات".
وقررت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية في اجتماعها يوم الخميس 27/7/2006 عدم تغيير شكل العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان والإبقاء على شكلها الحالي في المناطق التي يدور فيها القتال بجنوب لبنان.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قوله خلال اجتماع الحكومة المصغرة اليوم إن "الجيش الإسرائيلي يتقدم نحو تحقيق أهداف الحملة العسكرية".
وقال احد الوزراء من الذين شاركوا في اجتماع الحكومة المصغرة انه "يمكن تجنيد قوات احتياط أخرى بصورة محدودة وفي الوقت الذي تراه الحكومة مناسبا بهدف إنعاش القوات وليس أكثر من ذلك".
وأجمع المشاركون في الاجتماع على انه "لا توجد أي نية لإسرائيل للدخول في مواجهة مع سورية".
من جهة ثانية أفاد موقع "هآرتس" الالكتروني اليوم بأن وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، كان بين معارضي توسيع الحملة العسكرية وفقا لطلب الجيش الإسرائيلي خلال اجتماع اللجنة الوزارية السباعية الليلة الماضية التي تضم رئيس الوزراء الإسرائيلي ونوابه ووزير الدفاع ووزير الأمن الداخلي.
ويبدو أن القرار الإسرائيلي بعدم توسيع الحملة العسكرية قد اتخذ الليلة الماضية أثناء اجتماع اللجنة "السباعية".
كذلك عارض بيرتس تجنيد قوات احتياط إضافية وانضم إليه وزراء آخرون معبرين عن تخوفهم من أن يفسر ذلك على أنه استعداد لحرب ضد سورية.
من جانبه قال النائب الأول لرئيس الوزراء شمعون بيريس إن الوقت الممنوح لإسرائيل بدأ يقصر "خصوصا بسبب العبء على سكان مواطني شمال إسرائيل".
وقال بيريس في اجتماع السباعية الليلة الماضية إن أمام إسرائيل خيارين "الأول هو وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات حول إطلاق سراح الجنود المخطوفين والثاني هو مواصلة القتال ضد حزب الله بكل قوة".
وطالب قادة الجيش الإسرائيلي بتجنيد واسع لقوات الاحتياط بهدف "تنظيف" المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من قواعد حزب الله وهي عمليات قدّر الجيش أنها ستستمر شهرين.
وقالت هآرتس إن رئيس جهاز الموساد طرح "فكرة جريئة" من دون ذكر تفاصيلها.
وتحفظ الوزراء من اقتراحات قدمها الجيش وطالبوا الجيش "بتحقيق إنجازات قبل كل شيء".
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وزير رفيع لم يذكروا اسمه قوله إن "المشكلة المركزية هي غياب قيادة أمنية".
وخصص الوزراء الإسرائيليون قسما كبيرا من مداولاتهم لاحتمال اتساع المواجهة لتشمل سورية.
وقال مسؤولون أمنيون إن سورية في حالة تأهب عليا وتخشى كثيرا من قيام إسرائيل بمهاجمتها وإنه يتوجب التفكير في كيفية تهدئة سورية.
وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، آفي ديختر، الوزير الوحيد الذي أيد تنفيذ هجمات ضد أهداف سورية "ضالعة في القتال بلبنان" على حد تعبيره.
حركة احتجاج جديدة في إسرائيل تدعو للانسحاب من لبنان
تشكلت في إسرائيل مؤخرا حركة احتجاج جديدة ضد الحرب في لبنان أطلق عليها اسم "نصحو في الوقت" وتدعو إلى سحب الجيش الإسرائيلي من لبنان.
وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني اليوم الخميس بأن نشطاء الحركة علّقوا الليلة الماضية قرابة 100 لافتة في مدينة كفار سابا في وسط إسرائيل طالبوا فيها بسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان.
وتساءلت إحدى اللافتات "أولمرت، مشتاقون لشارون نعود إلى لبنان؟!" وقالت أخرى "مع عمير بيرتس أولادك بأيدي أمينة" وأرفقت بصورة من جنازة أحد الجنود الإسرائيليين.
وأقام حركة "نصحو في الوقت" 15 ناشطا بينهم نشطاء سابقون في حركة "أربع أمهات" التي طالبت في نهاية سنوات التسعين من القرن الماضي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن ناشطين في "نصحو في الوقت" قولهم إنهم قرروا إقامة هذه الحركة الآن بعد أسبوعين على الحرب رغبة منهم في عدم انتظار تورط الجيش الإسرائيلي في لبنان كما حدث في الحرب الأولى التي بقي فيها الجيش في لبنان 18 عاما.
يذكر أن حركة "أربع أمهات" حركت الرأي العام الإسرائيلي بشكل كبير باتجاه تأييد الانسحاب من لبنان خصوصا أن الناشطات كنّ من أمهات الجنود الإسرائيليين.
وقالت إحدى ناشطات "نصحو في الوقت" إن "كل يوم ننتظر فيه سيجبي منا ثمنا أكبر ولأسفي فقد دفعنا الآن ثمنا كبيرا" في إشارة إلى مقتل 9 جنود وإصابة 25 آخرين على الأقل في معركة بنت جبيل ومارون الراس أمس الأربعاء.
وأضافت الناشطة أن "الانسحاب من لبنان يجب أن يتم الآن وبأسرع ما يمكن.
"من منا تخيّل أن نجد أنفسنا بهذه السرعة في لبنان فقبل أسبوع واحد كنا نهاجم من الجو".
مصير المسار السياسي
من جهة أخرى يسود في الحكومة الإسرائيلية شعور بأنه بعد فشل مؤتمر روما دخل المسار السياسي في "عملية وهمية".
ويطالب الجيش الحكومة الإسرائيلية بالمصادقة على ضرب أهداف استراتيجية مدنية في لبنان وتشكيل خطر على الحكومة اللبنانية بزعم أن ذلك سيؤدي إلى تحرك العالم للضغط لوقف القتال وانتشار قوات دولية عند الحدود.
وبحسب يديعوت أحرونوت فإن "أكثر ما يقلق إسرائيل هو أن تبقى عالقة في وضع لا هو سلام ولا حرب ومن وضع يضغط فيه العالم باتجاه وقف إطلاق النار لكنه لا ينجح في نشر قوة متعددة الجنسيات وتبقى إسرائيل فيه عالقة في جنوب لبنان، مقيّدة في عملياتها".
ويعتبر الجيش الإسرائيلي أن تصعيد عملياته العسكرية في لبنان سيمنع "الدخول في الوحل اللبناني".
من جانبه كتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، زئيف شيف، أن "على الجيش الإسرائيلي أن ينتصر وبكل ثمن على حزب الله وما يرمز له هذا التنظيم.
"هذا هو الخيار الوحيد أمام إسرائيل ويحظر عليها الوصول إلى وضع ينشأ فيه توازن بين إسرائيل وحزب الله وإلا فإن هذا نهاية قوة الردع الإسرائيلية".
من جهة أخرى عدد المحلل السياسي في "هآرتس"، ألوف بن، الأسئلة التي سيطرحها الوزراء الأعضاء في الحكومة الإسرائيلية المصغرة حول الحرب في لبنان.
وتتطرق هذه الأسئلة إلى ما أصبح يعرف في إسرائيل بـ"فشل الاستخبارات" وكيف أن الجيش لم يكن يعلم بمواقع حزب الله ومخازن الأسلحة والأهم من ذلك كيف أن الجيش الإسرائيلي لم يكن على علم بمواقع منصات إطلاق صواريخ الكاتيوشا.
ويتساءل الوزراء في الحكومة الإسرائيلية المصغرة حول عدم حشد قوات كبيرة في لبنان وفيما إذا كان حجم العمليات البرية متوقعا سلفا.
وأثار بن علامة سؤال كبيرة حول عدم دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت للوزراء السبعة الذين يشكلون ما يعرف بـ"السباعية" منذ اليوم الثالث للحرب.
لكن الكاتب أشار إلى أن أولمرت دعا أمس "السباعية" بصورة طارئة بعدما سقط عدد كبير من القتلى والجرحى الإسرائيليين في بنت جبيل.
وشن وزراء "السباعية" انتقادات ضد القيادة الأمنية الإسرائيلية فيما ظهرت خلافات، ليست جديدة، بين أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس.
وأضاف بن أن أولمرت يكثر في الآونة الأخيرة من التشاور مع وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز الذي أشغل في الماضي رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي وأن عقد اجتماع "السباعية" جاء أيضا لسماع رأي موفاز.
وألمح بن إلى أن عقد اجتماع "السباعية" ليلة أمس جاء بسبب فشل أولمرت. وقال إنه "هكذا تسير الأمور في الحرب، فعندما تسير كما يجب لا يريد الزعماء شركاء في المجد لكن عندما تكون هناك مصائب فإنهم يبحثون عن شركاء في المسؤولية".
المصطلحات المستخدمة:
الموساد, يديعوت أحرونوت, هآرتس, الكاتيوشا, آفي ديختر, عمير بيرتس