المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

تعهد الرئيس الجديد لحزب "العمل" الإسرائيلي ومرشحه لرئاسة الحكومة عمير بيرتس مجددا اليوم الخميس (10/11/2005) بالانسحاب من الحكومة ما يعني تقديم موعد الانتخابات العامة في إسرائيل إلى الربيع القادم كأقصى حد. ووصف المراقبون السياسيون وعدد من السياسيين في إسرائيل فوز بيرتس على رئيس الحزب ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريس "بالانقلاب" و"الزلزال الذي هزّ الحلبة السياسية الإسرائيلية برمتها".

وقال بيرتس من جانبه ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون هاتفه صباح اليوم وهنأه على فوزه.

واضاف بيرتس انه ابلغ شارون بأنه يتوجب أن يلتقيا في بداية الاسبوع القادم للتداول في تقديم موعد الانتخابات العامة والاتفاق على تاريخ محدد.

وتابع بيرتس الذي كان يتحدث امام قبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين انه في حال عدم التوصل على موعد متفق عليه لإجراء الانتخابات "علينا عندها إيجاد طريقة لإسقاط الحكومة وتقديم موعد الانتخابات".

وتوجه بيرتس ظهر اليوم الى قبر رابين في القدس الغربية وقال هناك "انني اقسم بان أواصل طريق رابين" في اشارة الى توقيع الأخير اتفاق سلام مع الفلسطينيين في العام 1993 عرف "باتفاق أوسلو".

وحتى ظهر اليوم رفض بيريس التسليم بنتائج الانتخابات الداخلية في العمل وامتنع عن الاتصال ببيرتس لتهنئته بالفوز وفي موازاة ذلك قدم دعوى الى المحكمة الداخلية لحزب العمل يطالب فيها بتأجيل إعلان نتائج الانتخابات بسبب ادعاءات بحدوث تزوير في الانتخابات لكن المحكمة رفضت هذا الطلب.

وانتقد سكرتير حزب العمل عضو الكنيست ايتان كابل موقف بيريس ووصف احتجاجه على نتائج الانتخابات "بالأمر السخيف".

من جانبه دعا بيرتس منافسه بيريس الى مواصلة نشاطه في إطار حزب العمل واصفا اياه "بمعلمي" وقال موجها حديثه لبيريس "أريد نصائحك والاستفادة من تجربتك".

وقال بيرتس أمام قبر رابين "انني هنا اليوم أتعهد مجددا بمواصلة طريقه حتى نتوصل الى سلام دائم والى شرق أوسط جديد يسوده سلام حقيقي".

واعتبر بيرتس ان بإمكان حزب العمل العودة الى الحكم "فقط في حال لم يكن مرتبطا بحزب الليكود لان هذا الأمر يشوش هوية حزب العمل".

واعرب بيريس الذي شارك اليوم في مؤتمر اقتصادي في القدس عن معارضته لتقديم موعد الانتخابات العامة لكنه قال انه "على ما يبدو انه سيتم تقديم موعد الانتخابات".

ولم يتطرق بيريس بتاتا إلى نتائج الانتخابات وخسارته.

يشار الى ان فوز بيرتس برئاسة العمل الليلة الماضية نجم بالأساس عن طرحه بقوة للقضية الاجتماعية – الاقتصادية الآخذة بالتدهور في إسرائيل والمتمثلة بتقليص الخدمات والمخصصات الاجتماعية ما أدى الى تفاقم الفقر خصوصا في البلدات التي يسكنها في الغالب اليهود الشرقيون وفي القرى والمدن العربية وهي البلدات ذاتها التي نسب البطالة فيها مرتفعة بشكل خاص.

وقال بيرتس "أريد أن يعرف كل مسن يبحث عن الطعام في حاويات النفايات الآن أننا بصدد إعادة كرامته إليه".

رغم ذلك أضاف بيرتس "لا انوي المس باقتصاد السوق الحرة وإنما ان تخدم السوق الحرة الإنسان وان تكون المنافسة معقولة وليس كما في الغابة".

واستطرد أن "لا سبب يدعو المواطنين الى الصفح عن الليكود على الفجوات (الاجتماعية) والإذلال الحاصل، خصوصا لدى مؤيدي الليكود".

الجدير بالذكر في هذا السياق ان عددا من القياديين في الليكود، بينهم وزير الخارجية سيلفان شالوم والوزير مئير شيطريت، قد حذروا من أن فوز بيرتس برئاسة العمل سيلحق ضررا بالليكود لأن قسما من الشرائح الاجتماعية الضعيفة وخصوصا من اليهود الشرقيين سيصوتون في الانتخابات القادمة لصالح بيرتس المغربي الأصل.

وتطرق بيرتس الى الأقلية العربية في إسرائيل بعد أن كانت الإذاعة الإسرائيلية العامة قد اشارت اليوم الى أن أعضاء حزب العمل العرب هم الذين حسموا في فوز بيرتس ضد بيريس.

وقال بيرتس إنه "من اجل تبرير أننا (اليهود) الأغلبية في دولة إسرائيل علينا ان نعرف كيفية التعامل مع أقلية أخرى وإلا فقدنا أغلبيتنا هنا. وأنا أعي انه ما زال هناك جرح مفتوح وهو ما يسمى بجروح أكتوبر" في إشارة الى المواجهات التي وقعت بين المواطنين العرب والشرطة الإسرائيلية في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000 وأسفرت عن سقوط 13 شهيدا عربيا برصاص الشرطة.

واستدعى فوز بيرتس برئاسة العمل تصريحات من جانب جميع أركان الحلبة السياسية في إسرائيل.

وأعلن عضو الكنيست زبولون اورليف من حزب المفدال اليميني المتطرف انه سيطرح الأسبوع القادم على جدول أعمال الكنيست مشروع قانون لحلّ الكنيست وتقديم موعد الانتخابات العامة.

من جانبه قال الوزير يسرائيل كاتس من الليكود إن فوز بيرتس سيؤدي الى تقديم موعد الانتخابات العامة وأعلن انه سيجمع سكرتارية الليكود للتداول في الأمر واستعدادات الليكود لاحتمال تقديم موعد الانتخابات.

واعتبر رئيس حزب شينوي يوسف لبيد أن فوز بيرتس هو "واحد من الانقلابات الكبيرة التي عرفتها دولة إسرائيل ويضع حزب العمل في أقصى اليسار من الناحية السياسية والاقتصادية في الخارطة السياسية الإسرائيلية".

من جهته رأى عضو الكنيست ابراهام بوراز من شينوي أن "حزب العمل أصبح فرعا للهستدروت" وهي نقابة العمال العامة في إسرائيل والتي يرأسها بيرتس.

وأضاف بوراز أن "بيرتس خطر على إسرائيل وإذا ما انتخب لرئاسة الحكومة فإنه قد ينتهج سياسة اقتصادية اشتراكية".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات