المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 703

 أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون، الخميس، أن خطة الفصل الأحادي هي أهم خطوة بالنسبة إلى دولته، وهدد "حزب الله" بشكل غير مباشر، مشدداً على احتفاظ إسرائيل بحقها في "الردع الوقائي"، في إشارة الى امتلاكها للأسلحة النووية.

 

 

وقال شارون، في كلمة في اجتماع لحزب "الليكود" في تل أبيب، إن "خطة فك الارتباط هي الخطة الاهم بالنسبة لإسرائيل في هذا الوقت. يحظر عليّ التراجع عنها. وعدم تنفيذها سيكون عملا غير مسؤول من جانبي".

 

وأضاف أن الخطة تمنح اسرائيل فرصة "الحفاظ على مبدأ الحكومة الاساسي بعدم اجراء عملية سياسية مع الفلسطينيين قبل القضاء على المنظمات الارهابية، كما نصت على ذلك خارطة الطريق. والتزام اميركي بعدم ممارسة ضغوط على اسرائيل لدفعها الى تبني اي خطة اخرى باستثناء خارطة الطريق، وعدم اجراء مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين طالما لم ينفذوا التزاماتهم بموجب خارطة الطريق".

 

ووجه شارون تهديدا غير مباشر الى "حزب الله" قائلا ان "لدى اسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها من خلال محاربة التنظيمات الارهابية في كل مكان، ويشمل ذلك مناطق انسحبنا منها"، مشددا على أنه "لا يوجد أي نوع من الضغوط  تمارس على اسرائيل في هذا الموضوع".
واضاف شارون ان اهمية تنفيذ خطة فك الارتباط تكمن "في الموقف الاميركي الواضح والقاضي بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اسرائيل. وهذا تعهد لم نحصل عليه ابدا في الماضي، منذ قيام اسرائيل قبل 6 5 عاما".
كما لفت، في هذا السياق، الى الموقف الاميركي القاضي "بعدم الانسحاب الى حدود حزيران العام 1967، لسببين: الكتل الاستيطانية الاسرائيلية، وتطبيق مصطلح حدود آمنة. الموقف الاميركي يقضي ببقاء الكتل الاستيطانية الكبيرة في أيدي اسرائيل فيما تكون بقية الاراضي في الضفة الغربية موضوعا للتفاوض".
ودعا شارون الفلسطينيين إلى "وقف الارهاب والعنف والتحريض وتفكيك المنظمات الارهابية وتغيير القيادة الفلسطينية وتنفيذ اصلاحات شاملة في السلطة الفلسطينية". وشدد على وجود "اعتراف اميركي باحتفاظ اسرائيل بحدود امنة و(تعهد) حماية امنها في كل مكان في العالم".

وطالب شارون بتغيير القيادة الفلسطينية، حيث قال ان "الموقف الاميركي هو انه لن تقوم دولة فلسطينية طالما لم يتم تفكيك المنظمات الارهابية ولم تتغير القيادة الفلسطينية ولم يتم تنفيذ إصلاحات شاملة في السلطة الفلسطينية".
وشدد شارون على ان "لا اصدقاء كثر لإسرائيل. هناك قلة من الأصدقاء، لكن الولايات المتحدة هي ابرزهم". واعتبر ان "اسرائيل تواجه خطرا وجوديا، لكنها قادرة على الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية بواسطة حفاظها على قدرتها على الردع. وقد شهدنا مؤخرا الجهود المبذولة لتفكيك القدرة النووية الايرانية، على الرغم من ان الايرانيين لم يوقفوا نشاطهم في هذه الناحية، وشهدنا ما حصل بالنسبة لليبيا". وأضاف: "لكن هذا الموضوع يحتل مكانة هامة للغاية بالنسبة لنا، ومن الجائز عندما يحل سلام شامل ان نفكر في تفكيك اسلحة الردع. وقد حصلنا من الولايات المتحدة على موقف واضح يقول انه لا مكان للضغط على اسرائيل عندما يكون الحديث عن اسلحة الردع".
وحاول شارون في كلمته اقناع اعضاء مركز "الليكود" بضرورة توسيع حكومته وعبر في الوقت ذاته عن قناعته بان التركيبة الحالية "هي الافضل". لكنه اضاف ان "التركيبة الحالية تحتم على جميع اعضاء الكنيست من الليكود الوقوف صفا واحدا لاسقاط اقتراحات حجب الثقة عن الحكومة وتأييد الاقتراحات ومشاريع القوانين التي تضعها الحكومة على جدول اعمال الكنيست".

ودافع شارون عن توجهه لتوسيع التحالف الحكومي، مشددا على أن "لا خيار امامي سوى توسيع الحكومة، لانني لا أتلقى الدعم الكافي من الليكود". وحذر من أن "اخراج المارد الطائفي (من القمقم) هو جريمة لا تغتفر"، في إشارة إلى وزير خارجيته، سيلفان شالوم، وعدد من اعضاء الكنيست من "الليكود"، الذين يعارضون ضم "العمل" الى الحكومة وبقاء حزب "شينوي" ضمن التحالف.
واشار شارون في هذا السياق الى ان رئيس وزراء اسرائيل السابق مناحيم بيغن، "اضطر الى صنع السلام مع مصر رغم انه كان معارضا لهذا السلام"، في اشارة الى انه مضطر لتنفيذ خطة "فك الارتباط".

في غضون ذلك، قالت  رئيسة كتلة حزب "العمل" البرلمانية، داليا إيتسيك، إنها تمكنت من جمع توقيعات أربعين عضوا في الكنيست لإلزام الحكومة بعقد جلسة مداولات سياسية للكنيست بكامل هيئتها بمشاركة رئيس الحكومة أريئيل شارون قبيل خروج الكنيست للعطلة الصيفية مع انتهاء دورتها الحالية.
وستعقد الجلسة تحت عنوان "خطة فك الارتباط: وضعها ونيات الحكومة"، ومن بين الذين وقعوا هذا الطلب أعضاء كنيست من اليمين ومن اليسار، ممن يرغبون بسماع إعلان نيات رسمي من رئيس الحكومة.
وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" انه تقرر عقد هذه الجلسة الاستثنائية الأربعاء المقبل، وهو آخر يوم عمل للكنيست في دورتها الصيفية.
وسيحدد خطاب شارون في الجلسة المرتقبة مصيره السياسي وكذلك مستقبل الاتصالات والتحركات الإئتلافية مع حزب "العمل" والأحزاب الدينية الحريدية.
ونقل الموقع عن إيتسيك قولها انه في حال تقدم المفاوضات مع حزب "العمل" للانضمام للحكومة، وشعور رئيس الحكومة بثقة بالنفس فسوف يقول أمورا مهمة، مشيرة الى انه تم ابلاغ "الليكود" أنه في حال عدم تقديمهم جوابا واضحا لنا حول موعد إنهاء المفاوضات، فلن نجتمع بهم ثانية، وما يجري الان هو فرصة لرئيس الحكومة للعمل والتصرف كزعيم.
وأشار الموقع إلى أن إيتسيك لم تواجه صعوبات في جمع أربعين توقيعا.
وقال نيسان سلوميانسكي من حزب "المفدال" إنه مقتنع بأن شارون لن يتناول في خطابه الأمور السياسية وسيتحدث فقط عن قضايا الهجرة والتعليم اليهودي في المهجر، فشارون لا يعرف بعد ما الذي يريده وعليه يقوم كأي بهلوان بإلقاء جميع الكرات في الهواء .

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات