المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 791

 بقلم: جاكي حوجي

بعد يومين فقط على رفض المحكمة العليا طلب مردخاي فعنونو إزالة القيود التي فرضت عليه، تنشر المقابلة الكاملة التي منحها "جاسوس الذرة" لصحيفة "الوسط" التي تصدر في لندن وفيها تفاصيل سرية في الظاهر عن المشروع النووي لإسرائيل. أول من أمس نشرت أجزاء من المقابلة، التي أثارت شكاً بأن فعنونو يخرق القيود التي فرضت عليه، لكن الأمور التي تنشر اليوم تطرح شكوكاً أكبر ب"جنح أمنية حقيقية".

 


"إسرائيل تحتفظ بما بين 100 الى 200 قنبلة نووية، فيها قنابل نيوترونية وقنابل هيدروجينية أقوى بعشرة أضعاف من القنبلة الذرية العادية"، زعم فعنونو في المقابلة. "إذا كان في مقدور قنبلة نووية قتل 100 ألف شخص، فإن القنبلة الهيدروجينية تستطيع قتل مليون".


على حد قول فعنونو، سيحارب "حتى النفس الأخير" لكي يحصل على إذن لمغادرة إسرائيل، وسيطلب ملجأ سياسياً في خارج البلد. "سأبدأ بالنرويج وبريطانيا، وفي المقابل سأدعو لعقد مؤتمر دولي في القاهرة، تدعى إليه كل الدول، بما فيها إسرائيل، للإعلان عن إقامة هيئة مشتركة لنزع الأسلحة النووية".
وروى فعنونو أن في نيته "بناء نفسه" كخبير في المجال النووي. في الأيام المقبلة، على حد قوله، سيلقي أول محاضرة عن السلاح النووي أمام رأي عام حر في الناصرة، "سأدرس العلوم السياسية أو التاريخ في إحدى الجامعات الأوروبية أو الأميركية، وسأكتب كتاباً عن السلام أو عن التسلح النووي"، أضاف.
المقابلة لـ"جاسوس الذرة" لم تنشغل كلها في المشروع النووي الإسرائيلي. لقد كشف فعنونو في المقابلة جوانب أخرى في شخصيته: من بين ما كشفه أنه يبحث عن عروس ("امرأة مسيحية، أوروبية، ابنة 35 سنة، جميلة وذكية، تكون أيضاً نشيطة سياسياً وتريد أطفالاً") وانه في هذه الأثناء يعمل كناشط في الكنيسة الإنجليكانية في القدس الشرقية.

 

وماذا بالنسبة الى المستقبل؟ فعنونو ينوي أن يقترح خدماته على رئيس وكالة الطاقة الذرية للأمم المتحدة، الدكتور محمد البرادعي. "أسعى منذ سنوات للعمل في وكالة الطاقة الذرية، وأفتش عن طرق للانضمام إليها"، قال. مع ذلك لم يوفر فعنونو البرادعي من النقد. "في زيارته لإسرائيل جعل البرادعي من نفسه أضحوكة. كان عليه أن يصل الى إسرائيل كما وصل الى العراق، وأن يشرط مجيئه بالسماح له بزيارة المفاعل".

 

بعد نشر المقابلة، قال عنصر كبير في الشرطة ل"معاريف" إن فعنونو في تقديره لن يتوقف، كما لم يتوقف عندما قوبل مع مجلة "صاندي تايمز"، بيتر هونام. في تقديره، الشاباك يجمع أدلة على عدم وفاء فعنونو بالقيود، وفي اللحظة التي تصبح في يديه مادة كافية سيتوجه الى المستشار القضائي للحكومة. الشاباك يعرف أنه إذا أوقف فعنونو لخرق واحد، سيجر الأمر نقداً دولياً، يضيف العنصر، ولذلك هو مهتم بجمع مادة كافية تتيح له تسجيل نجاح في "ملف فعنونو".
اليوم قالت عناصر في جهاز الأمن ل"معاريف" إنه إذا اتضح أن جاسوس الذرة ارتكب جنايات أمنية فإنهم سينتقلون فوراً الى المسؤول عن الأمن في وزارة الدفاع، يحيئيل حورف، لمواصلة المعالجة.

 

("معاريف"، 29/7/2004)

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات