مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية يزداد توتر القوى السياسية وتتناقض أساليبها في مخاطبة الجمهور. فالرغبة في تحقيق كسب معنوي، عبر الاستطلاعات، تدفع قوى المعارضة إلى البحث في الواقع عن أخطاء الحزب الحاكم وتمييز نفسها عبر إظهار مواقف مضادة.
وبالمقابل فإن الحزب الحاكم يركز على الانجازات التي تحققت في عهده ويعد بالمزيد. ولكن الحزب الطامح لتولي الحكم يفعل كل ما في وسعه لتمييز نفسه والتقرب من المزاج الشعبي لتأكيد قدرته على تغيير الوجهة وتحقيق انطلاقة
التطورات الأخيرة التي شهدتها الحلبة السياسية والحزبية في إسرائيل، كجزء من نتائج وتداعيات تنفيذ خطة الانفصال والانسحاب الأحادية الجانب من قطاع غزة وأربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، أدت من جملة ما أدت إليه، إلى عودة الاهتمام والأضواء الإعلامية مجدداً إلى حركة "شاس" الدينية الشرقية التي لا زالت، وللمرة الأولى تقريباً منذ ظهورها في معترك "السياسية القطرية" عام 1984، خارج مقاعد الائتلاف الحاكم
إدراج مسألة القائمة العربية الموحدة عشية كل انتخابات، من قبل أناس لا يؤمنون بالوحدة فعلاً، أصبح أمرًا ممجوجًا وغير مقبول على العموم. الأخوة الذين يتحدثون عن ذلك عشية كل انتخابات لا يقصدون قائمة عربية موحدة بين أحزاب وبين تيارات بل يقصدون ترتيب النواب الموجودين حاليًا في الكنيست بحيث يعودون إلى الكنيست.
يرى مراقبون أن تيار الصهيونية - الدينية، أو ما يعرف بجمهور المتدينين القوميين، وممثله الرئيسي في الكنيست الحزب القومي - الديني "المفدال"، بات يقف اليوم أمام "تقاطع طرق" في أعقاب خطة الانفصال وإخلاء مستوطنات قطاع غزة وعدد من مستوطنات شمال الضفة الغربية التي تعتزم حكومة أريئيل شارون الشروع في تنفيذها في موعد ما من شهر آب المقبل
الصفحة 14 من 31