أثارت "المبادرة السياسية الجديدة"، التي طرحها حزب "شينوي" نهاية الأسبوع الفائت للخروج من المأزق السياسي والأمني الذي تتخبط فيه إسرائيل بفعل السياسة الشارونية العقيمة على جبهة الصراع مع الفلسطينيين، ردود فعل متباينة في الحلبة السياسية الإسرائيلية.وكان مجلس حزب "شينوي" قد صادق، يوم الخميس الماضي، على مبادىء المبادرة السياسية التي قدمها زعيم الحزب، وزير العدل يوسيف لبيد، وتنص على استئناف إسرائيل للمفاوضات مع السلطة الوطنية الفلسطينية في إطار "خريطة الطريق" وتحويل مخطط الفصل (الأحادي الجانب) إلى جزء من هذه المفاوضات، مع استمرار إسرائيل في ما تسميه المبادرة "محاربة الإرهاب" طوال الوقت الذي لا تنفذ فيه السلطة الفلسطينية تعهداتها بمحاربته
لم تبدأ القضية هذا الأسبوع. فما يُطرح الآن على صفحات يومية "الاتحاد" على أنه نقاش "فكري وأيديولوجي"، بين قيادة "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" وبين "الحزب الشيوعي الاسرائيلي"، ليس في معظمه أو بعضه إلا تبعيات وتضخمات لجدلية لم تتوقف للحظة منذ تأسيس "الجبهة"، وسيطرة "الحزب الشيوعي" عليها حتى اليوم، حول "من هو صاحب البيت". فالفكرة الأساس التي قامت عليها "الجبهة" في أعقاب يوم الأرض الأول هي جمع ما أمكن من القوى الوطنية، خاصة ممن ليسوا من التيار الشيوعي العلماني اليساري. ومن هذا المنطلق حرص "الحزب الشيوعي" طيلة الوقت على تأسيس معادلة واضحة ومدروسة من "الحرية النسبية" لمن هم جبهويون وليسوا حزبيين
تفاعلت بسرعة التصريحات الناريّة التي أدلى بها لملحق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نهاية الأسبوع، وزير البنى التحتية الإسرائيلي، يوسف بريتسكي، أحد زعماء حزب "شينوي" والتي شنّ في سياقها هجومًا حادّا على زعيم "شينوي"، وزير العدل يوسف لبيد، متهمًا إياه بإدارة الحزب بطريقة دكتاتورية فردية، وأهم من ذلك ب"التزام الصمت" المريب حيال استشراء الجريمة والفساد في قمة الهرم السلطوي الاسرائيلي، حسبما تشف عن ذلك قضايا الفساد التي تحوم بشأنها شبهات قوية حول رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، ونجليه
المنافسة على رئاسة "ياحد"، تحالف اليسار الجديد في إسرائيل" - هكذا أجملت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الإنتخابات التي جرت يوم 16 آذار/ مارس 2004 لإختيار رئيس للتحالف المذكور، والتي فاز فيها يوسي بيلين على منافسه، عضو الكنيست ران كوهين، بفارق 7 بالمئة (حصل بيلين على 53,5 بالمئة من الأصوات، فيما حصل ران كوهين على 46,5 بالمئة منها).
الصفحة 16 من 31