في كل الدعايات التي كانت أمس، "كلهم أنذال وسيئون إلا نحن". لم ينتقد أحدٌ نفسَه إلا يوسي بيلين، في فيلم انتخابي آخر لـ "ميرتس".
ساهم يوسي سريد، بتأييده لادعاء إيهود باراك بأنه "لايوجد شريك في مفاوضات السلام"، مساهمة كبيرة في تقويض صدقية معسكر السلام وبضمنه حركة "ميرتس". وينتهج سريد اليوم (وكذلك الحال مع المرشح لخلافته في زعامة الحركة ران كوهين) موقفًا اكثر تشدداً من موقف يوسي بيلين الذي ساند في حينة الشعار الكاذب حول "اقتراحات باراك السخية" بعد مؤتمر كامب ديفيد. ولايزال سريد يصرح، حتى عقب تراجع أو ضمور "ميرتس" في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، بأنه "لايمكن اقناع الجمهور بضرورة التفاوض مع الفلسطينيين" (هآرتس 10/2/2003). وينضم اليه ران كوهين في التقدير بانه كان يتوجب على "ميرتس" التحفظ من عرفات قبل فترة طويلة من تعبيرها عن هذا الموقف. في المقابل يعتقد بيلين ان التنصل من عرفات ما كان ليحول دون فشل "ميرتس" في الانتخابات، ويشير الى ان "عرفات" هو المفتاح لكل زعامة السلطة الفلسطينية.
77% من المشاركين في استطلاع "يديعوت احرونوت": لم نتاثر بالأفلام الانتخابية على الشاشة الصغيرة!
يأتي الوضع المادي المتدهور للغالبية العظمى لأحزاب المعارضة الإسرائيلية ليسكب الزيت على نار تأثيرها الضعيف، المقرون بتعاظم حدة الخلاقات الداخلية فيها من جهة، وبحاجتها القريبة لإنفاق الملايين على الحملة الانتخابية للانتخابات البلدية التي ستجري بمعظمها في الثامن والعشرين من تشرين أول المقبل، وبحاجتها لتكثيف فعالياتها إزاء التفرد الحكومي في القرار السياسي في هذا الوقت الحرج الذي تشهد فيه المنطقة تطورات دراماتيكية إقليميًا ومحلياً، من جهة أخرى.
الصفحة 18 من 31