يرسم السياسيون ووسائل الإعلام في إسرائيل صورة عامة تظهر أن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط وأن النظام ربما سيبقى. وكُشف النقاب، الأسبوع الماضي، عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يرفض اتخاذ موقف واضح يدين النظام السوري. كذلك فإن الخطاب الإسرائيلي شبه الرسمي، ووسائل الإعلام، نددا بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يدين سورية، ويهاجمان الموقف والأداء الروسي فيما يتعلق بالأزمة في سورية. وفيما يلي استعراض لثلاثة مقالات بأقلام شخصيات إسرائيلية بارزة تحلل الحراك الدولي على ضوء الأزمة السورية.
*الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تبرّر الصفقة بحجة انعدام أي خيار عسكري للإفراج عن الجندي الأسير* عدد من المحللين يحذّر من احتمال تحويل الفرح المتعاظم بعد تحرير شاليت إلى مظلة لإضفاء الشرعية على مهاجمة إيران من خلال الاستخفاف بالجمهور والعالم*
بقلم: أنطون شلحت
طبقا لاستطلاعات الرأي الإسرائيلية الأخيرة، التي ظهرت في نهاية الأسبوع الفائت، لا يزال رئيس الوزراء الاسرائيلي أريئيل شارون يتمتع بشعبية عالية وكذلك بثقة الجمهور الإسرائيلي، على رغم التحقيقات ذات الخلفية الجنائية التي يجريها البوليس مع نجليه، الأكبر عضو الكنيست "عومري" والأصغر "غلعاد"، حول قضايا رشى وفساد تطول شارون الأب برشاشها، وعلى رغم التزام النجلين حتى الآن جانب الصمت المطبق الذي يدلل، وفق ما تعتقده غالبية الجمهور الإسرائيلي، على أن لأسرة شارون ما تواريه عن أعين الناس وهيئات "الحفاظ على القانون" في إسرائيل، حسبما أكد 59 بالمئة من المستجوبين في استطلاع "يديعوت أحرونوت" (أجراه معهد "داحف" بإدارة الأخصائية مينا تصيمح، وشمل 500 شخص يمثلون السكان البالغين في إسرائيل، مع هامش خطأ نسبته القصوى 4،5 بالمئة - 8/8/2003).
(*) رأت وسائل الإعلام الإسرائيلية في معرض تصديها لتشريح حملة تبادل البيانات بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، في إثر الخطاب الذي ألقاه هذا الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الفائت، أن هذه الحملة تعكس أول مواجهة علنية تقع بين الاثنين. لكن في الوقت نفسه فإن وسائل الإعلام هذه التزمت جانب التواضع في التعويل على مترتبات هذه المواجهة، ذلك بأن ردّة فعل رئيس الحكومة على "رؤية التسوية" التي طرحها وزير الخارجية لم تتجاوز سقف القول إن الخطاب في الأمم المتحدة لا ينسجم معه وإنه - أي نتنياهو - هو المفاوِض الأعلى سلطةً مع الفلسطينيين، الأمر الذي اعتبره بضعة معلقين مجرّد "كلام معسول وغامض" لا ينم عن أي موقف سياسي جوهري. وكتب أحدهم (رون بن يشاي، المعلق العسكري في الموقع الإلكتروني التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت) يقول: "كان بإمكان رئيس الحكومة تخفيف أضرار الخطاب إلى حدٍ ما، لو أنه أقدم مباشرة بعد أن أنهى ليبرمان حديثه في الأمم المتحدة، على نشر بيان لاذع وواضح يصرّح فيه بأن كلمات وزير الخارجية لا تعكس موقف الحكومة الإسرائيلية وقراراتها فيما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين، وأن في نيته توبيخ الوزير الذي أطلق العنان للسانه".
الصفحة 2 من 56