كتب أنطوان شلحت:
بعد مطالعة معظم ردود الفعل الاسرائيلية المكتوبة على رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، التي انطلقت حتى قبل إعلان نبأ الوفاة، يصعب على المرء التحرّر من إنطباعين متصلين:
الأول: أن أكثر ما أزعج الاسرائيليين، بل وأقضّ مضاجعهم، في شخص الراحل الكبير هو رفضه المتواصل وإصراره المثابر على عدم المماشاة مع الإملاءات الإسرائيلية لعملية التسوية مع الفلسطينيين، خصوصًا بعد أن انطلقت في طريق المفاوضات، التي لم تكن مشقوقة من قبل أوسلو.
استنزف الكثير من الكتّاب العرب جهدهم وهم يحاولون الاشادة بالأديب العراقي اليهودي الراحل سمير نقاش. وحاول بعضهم التركيز على مقدار حبه للعراق وللغة العربية وكأنها استثناء خاص به. وانسجم هؤلاء، من غير قصد، مع الرؤية الإسرائيلية التي حاولت اظهار نقاش بوصفه الاستثناء الذي يثبت القاعدة. ومع ذلك فإن نقاش كان في حياته ومماته لائحة اتهام طويلة ضد المجتمع العربي، وربما ضد ثقافته. فكيف يستطيع مثقف عربي ان يفسر كل هذا الحب والحنين لماض ولّى، كان فيه ليس نقاش وحده، إنما الكثير من أمثاله يشعرون بالانتماء لوطن وثقافة، في حين يدفع الحاضر آلافا مؤلفة من المثقفين العرب الى الكفر بهذا الانتماء؟.
ما ان علمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتدهور صحة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حتى بادرت للاحتفال بموته. وأعلنت أنه سيفارق الحياة خلال بضع ساعات. ولكنها سرعان ما اضطرت إلى وقف تهورها والبحث في نتائج وفاة عرفات. وفجأة أخلت الفرحة مكانها للقلق. فما الذي سيحدث إذا توفى الله عرفات وهل إسرائيل مستعدة لذلك؟ وفورا تسارعت الأفكار وبدت إسرائيل الرسمية والإعلامية في موقع من يريد النأي بنفسه عن الظهور بمظهر الفرح أو الشامت.
* شارون وضع أمامه هدفا استراتيجيا هو تطبيق خطة الإنفصال بنواياها المتسترة، كما كشف عنها مستشاره الاكبر فايسغلاس * تغيير شبه حتمي في مبنى الحكومة والائتلاف بدءًا من الاسبوع القادم*
الصفحة 29 من 56