اجتاز رئيس الحكومة الإسرائيلية أريئيل شارون جميع العقبات التي كانت تعترض طريقه نحو تنفيذ خطة الفصل. وقد أفلح، عبر هذه الخطة، في نقل إسرائيل عموما وقيادته على وجه الخصوص، من موقع المعترض على العملية السياسية مع الفلسطينيين الى موقع الفاتح لـ"مرحلة جديدة" في هذه العملية. وركز على ان خطة الفصل تتيح لإسرائيل ترسيخ علاقاتها مع الادارة الأميركية وتخفيف الاحتقان في علاقاتها مع الدول الأوروبية وفي كسب الوقت في العلاقات مع الدول العربية المحيطة.
من يتابع الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية والتقارير المكثفة التي تنشرها في هذه الأيام، بعد أن تنسبها لمختلف "المصادر الأمنية والعسكرية"، يتذكر الحملة الاعلامية والعسكرية الاسرائيلية التي تم شنها في صيف العام 2000، وكان في مركزها "أن الفلسطينيين يتهيأون لانتفاضة ثانية، وأنهم يخزّنون الأسلحة"، ومن جهة أخرى تم شن هجوم مركّز على القيادة الفلسطينية، بزعم أنها "مخيبة للآمال" الاسرائيلية.
وضع معلقون إسرائيليون التصريحات المتشددة التي أدلى بها اثنان من كبار أقطاب حزب ليكود الحاكم في إسرائيل، وزيرا الخارجية والمالية سيلفان شالوم وبنيامين نتنياهو، بشأن مستقبل العملية السياسية في المنطقة، إضافة إلى اشتداد الصراع على زعامة حزب "العمل" الذي يقوده الآن شمعون بيريس، في خانة الإعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة أواخر العام المقبل التي يكاد لا يختلف اثنان في إسرائيل حول حتمية تبكيرها إلى نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل.
عاش قادة حزب "العمل" الإسرائيلي ساعات من نشوة الفرح، حين سمعوا للمرّة الأولى أن عدد المنتسبين إلى حزبهم، في حملة الانتسابات التي انتهت قبل أسبوعين، كان حوالي 130 ألف منتسب، وهذه الحملة هي الخطوة الأولى لاستعداد الحزب لانتخاب رئيس جديد له في نهاية شهر حزيران/ يونيو المقبل.
الصفحة 24 من 56