بقلم: يحزقئيل درورلا توجد دولة ديمقراطية أخرى يهمّها أن تكون إدارتها نوعيّة لضمان مستقبلها كما في اسرائيل. السلام والحرب، والمرافق الاقتصادية والمجتمع، والسكان والبنى التحتية - في كل هذه المواضيع هنالك دور مركزي لقرارات وعمل الادارة.
يخيل انه لم تكن هناك في اي وقت خطة سلام تحظى بالكثير من "الطنطنة" والعناوين وبالقليل من التوقعات والآمال كخطة "خارطة الطريق". وزير الخارجية الاميركي كولن باول، الذي كان واحدا من العرابين الرئيسيين للخطة، "اغفل" التذكير اثناء زيارته للقدس (الغربية) بان الرئيس جورج بوش ينتظر قرارا رسميا من حكومة اسرائيل بشأن خريطته.وفيما لو اجري استطلاع سري بين اعضاء اللجنة الرباعية الدولية الذين ساهموا في صياغة الخطة لكان قد كشف عن علامات تشكك حتى لدى اشد المتفائلين بينهم. هناك شك كبير اذا ما كان ثمة بين الذين صاغوا اصطلاح "دولة فلسطينية مستقلة في حدود مؤقتة" من اعتقد ولو للحظة واحدة بانه سيتلقى خلال هذا العام دعوة لحضور الاحتفال بتدشين هذه الدولة. ومن البديهي ان التوقع بتوصل الاطراف في العام 2005 الى اتفاق دائم "يضع حدا للنزاع"، يبدو اقرب الى اضغاث الاحلام من ان يكون بندا في خطة سياسية جادة.
من الصعب وصف لائحة الاتهام التي قدمت ضد تسورئيل عاميئور، من سكان مستوطنة "عيدي عاد"، بانها "إنجاز مثير" للقسم اليهودي في جهاز الامن الاسرائيلي العام ("شين بيت"). مضى عام كامل منذ ان القي القبض بالصدفة على عدد من الشبان اليهود اثناء محاولتهم - حسب لائحة الاتهام الموجهة لهم – زرع عربة مفخخة في ساحة مدرسة البنات في حي الطور (القدس الشرقية المحتلة)، عندما ارتابت دورية تابعة للشرطة الاسرائيلية مرت بالصدفة عند الفجر، بعدد من الشبان وهم ينزلون العربة المفخخة في ساحة المدرسة.
لم تكن الحرب في العراق تعبيرًا اولياً فقط عن استعداد الولايات المتحدة للخروج الى الحرب كامبراطورية. كانت تلك أيضًا تجريب أدوات رؤيوي ذي إسقاطات عميقة جدًا. لقد تعلمت الولايات المتحدة من هذه التجربة - كما ألمحوا من قبل في الحرب الأصغر على افغانستان - انها سيدة العالم وفي مقدورها استخدام قوتها دون اي عوائق ودون ان تدفع ثمناً حقيقيًا - لا في الأرواح ولا في الممتلكات الاقتصادية او الاستراتيجية.اختيار العراق لم يكن عفويا. لم يتم اختيار العراق لكونه يشكل تهديدًا استراتيجياً. وحتى لو كان لديه بعض الأسلحة الكيماوية، فمن الصعب اعتبارها خطرًا كونياً. ثمة دول اكثر خطورة بكثير. اختيار العراق تم، تحديدًا، لأنه بلد ضعيف نسبي، ولأن احتمال التورط فيه ضئيل جداً. ومن هنا، فقد كان فرصة مثالية لتجسيد غاية الرؤية الجديدة للحرب كاستمرار للدبلوماسية.
الصفحة 751 من 859