لطالما ارتكزت الثورة الصهيونية على أمرين: مسار عادل وقيادة اخلاقية. لكن أياً منهما لم يعد متوافراً الآن. فالدولة الاسرائيلية تقوم الآن على الفساد والقمع والظلم. وبناء عليه, نهاية المشروع الصهيوني وشيكة جداً. وهناك احتمال كبير بأن يكون جيلنا آخر أجيال الصهاينة. قد تبقى الدولة اليهودية قائمة لكنها ستكون من نوع مختلف, ستكون غريبة وقبيحة.
مما نشر في نهاية الأسبوع عن التحقيق ضد رجل البنتاغون لاري فرنكلين، بتهمة نقل معلومات مصنفة إلى اسرائيل بواسطة رجال اللوبي الموالي لإسرائيل (إيباك)، يبدو أن الأقوال عن "جاسوس مدسوس" في الادارة والمقارنات بقضية بولارد مبالغ فيها كثيراً. لكن دون علاقة بجسامة الاكتشافات، قضية فرنكلين ستلحق بإسرائيل ضرراً نموذجياً قاسياً، وستعرقل علاقات العمل بالادارة. إن توقيت النشر، في ذروة حملة الانتخابات الرئاسية وعشية مؤتمر الحزب الجمهوري، يعمّق المشكلة أكثر.
ذات مرة، هرع احد مساعدي ليفي اشكول، رئيس وزرائنا الراحل، اليه صارخا: "ليفي، وقعت كارثة! هناك موجة جفاف!". فسأله رئيس الوزراء بقلق: "اين؟ في تكساس". اجاب مساعده: "لا، هنا في اسرائيل"، فقال اشكول بلا مبالاة: "اذاً لا داعي للقلق".
جذور "ثقافة الترحيل" في الفكر الصهيوني "العمالي"
بقلم: نيفين أبو رحمون*
تحوّل النقاش عن الترانسفير والخطر الديمغرافي والتبادل السكاني للعرب الفلسطينيين داخل إسرائيل، في السنوات الأخيرة، إلى ثقافة سائدة في المجتمع الإسرائيلي. ولا شك أن هذا النقاش ازداد حدة بعد انتفاضة الأقصى في 2000 .
الصفحة 754 من 880