رئيس الحكومة "يهدد" بأنه في حال خروج "الاتحاد القومي" و"المفدال" من الحكومة في أعقاب عودته من زيارته الى واشنطن، وعرض خطته لفك الارتباط على الحكومة للمصادقة عليها، فإنه سيشكل في اليوم نفسه ائتلافاً حكومياً جديداً، وحتى إنه لن يتأخر ساعة واحدة في فعل ذلك. إن من يمكنه قول مثل هذا الأمر وبهذه الثقة هو فقط من كان يملك في جعبته اتفاقاً، على الأقل تفاهماً، مع شمعون بيرس؛ ويبدو أن آرييل شارون لديه مثل هذا الاتفاق الذي يخضع لبعض الشروط التي تتعلق بتنفيذ خطة فك الارتباط كما نُشر في "معاريف" أمس.
"المشهد الاسرائيلي":
أفاد استطلاع "مؤشر الدمقراطية – متابعة للعام 2003"، الصادر عن "المعهد الاسرائيلي للديمقراطية" و"مركز غوطمن"، بأن 23% من المواطنين اليهود في اسرائيل يعتقدون انه بامكان الجندي رفض أمر عسكري بالخدمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة او اخلاء مستوطنين. وتبين من الاستطلاع ان 18% من الجمهور يرى ان هناك حالات يمكن فيها تبرير استخدام القوة لتحقيق غايات سياسية.
قرأ الخطاب من الورقة، كلمة بكلمة، دون أن يرفع عينيه وينظر إلى الجمهور.
الدقة في القراءة كانت مطلوبة، لأن هذا النص كان نصا مشفرا. لا يمكن فهمه دون فك الشيفرة، ولا يمكننا فك الشيفرة دون أن نفهم شارون بشكل جيد.
لذلك كان وابل التحليلات في البلاد والعالم مثيرا للسخرية، فالمحللون لم يفهموا ما سمعوه ولذلك كتبوا ما معناه "لم يقل شيئا جديدا"، "ليس لديه خطة"، "إنه يسير في مكانه"، "إنه شيخ هرم". وقد تفوق رد فعل وزارة الخارجية الأمريكية على كل هذه الأمور، التي أعلنت بأن هذه "خطوة في طريق السلام".
"المشهد الاسرائيلي":
قفزت ظاهرة رفض الخدمة العسكرية في الاراضي الفلسطينية الى الوعي العام في اسرائيل في كانون ثاني من العام 2002، عندما نشر 50 ضابطا وجنديا من الوحدات القتالية عريضة دعوا فيها الى رفض الخدمة العسكرية في المناطق، من اجل وضع حد للاحتلال. وفي اعقاب العريضة تأسست حركة "أومتس لسريف". وفي ايلول الماضي ارسل 27 طيارا الى قائد سلاح الجو الاسرائيلي، دان حلوتس، عريضة اعلنوا من خلالها انهم لن يشاركوا في قصف ومهام هجومية في الاراضي الفلسطينية.
الصفحة 749 من 859