في العام 2023 شهدت إسرائيل حدثين مهمين هما هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر والحرب على غزة، تركا أثراً عميقاً على إسرائيل ليس فقط على مستوى السياسة والأمن، بل أيضاً على المشهد الثقافي والأدبي. وتعكس الكتب التي نُشرت خلال هذا العام الحدثين بتفاصيلهما، وتسلط الضوء على تجارب الإسرائيليين في ظل الحرب.
وتزامناً مع أسبوع الكتاب السنوي في إسرائيل، نشرت المكتبة الوطنية الإسرائيلية تقريرها السنوي حول إصدار الكتب في إسرائيل للعام 2023. وأشار التقرير إلى انخفاض بنسبة تزيد عن 10% في الكتب المطبوعة، مقابل زيادة بنسبة 40% في نشر الكتب الرقمية[1].
وصل النقد الموجّه إلى سلوك، بالأحرى سياسة العنف ضد المتظاهرين والمحتجين الإسرائيليين اليهود، إلى ذرى جديدة حين انضم إلى الإدانة جهاز قضائي رسمي بارز، هو مكتب الدفاع العام الذي وصف الحاصل في المظاهرات والاعتصامات الإسرائيلية على خلفية الحرب بأنه "ظاهرة واسعة من عنف الشرطة"، الذي "يمسّ ويضرّ بالأجساد والنفوس ويدوس على الحقوق". وهي عبارات ومصطلحات كان يقتصر استخدامها على منظمات حقوق الإنسان والمواطن وحركات احتجاج غير صهيونية، كانت شاهدة على الاعتداءات البوليسية – المنهجية - على المواطنين العرب تحديداً طوال عقود من الزمن. ومن نافل القول إن الكثير من الأصوات المنتقِدة اليوم لم تُسمع أبداً من قبل في حالة الاعتداءات البوليسية على العرب.
"لوبي أرض إسرائيل" هو أكبر لوبي فاعل داخل الكنيست الإسرائيلي، ويضم حوالى 52 عضواً ووزيراً ورئيس لجنة في الكنيست، ويعمل على محاربة الفلسطينيين، وحسم الاستيطان في المنطقة المصنفة "ج"، وإنهاء العلاقة مع السلطة الفلسطينية. تستعرض هذه المقالة عمل "لوبي أرض إسرائيل" في الكنيست الحالي.
ما هو لوبي الكنيست (بالعبرية: "شدولا")؟
اللوبي في الكنيست مجموعة من الأعضاء الذين يسعون لحشد دعم أعضاء كنيست آخرين، وأصحاب المناصب في الحكومة، لصالح سياسة معينة أو معارضة سياسة أخرى. ينص النظام الداخلي للكنيست على أن عضو الكنيست الذي ليس وزيرًا أو نائب وزير يمكنه تأسيس لوبي ويكون عضوًا فيه، ويعمل اللوبي خلال فترة ولاية الكنيست التي أنشئ فيها. سكرتير الكنيست يجب أن ينشر قائمة اللوبي وأعضاءه على موقع الكنيست. واللوبي ليس جهة رسمية للكنيست، ولا تحصل على ميزانية منها، لكن يمكن لأعضاء اللوبي عقد اجتماعاتهم في مبنى الكنيست. داخل الكنيست هناك عشرات اللوبيات، التي تأسست للدفع قدماً بأجندات اجتماعية واقتصادية مثل اللوبي للعدالة الاجتماعية، ولوبي العقارات والبنى التحتية، ولوبي الحد من الاستهلاك، وغيرها. سياسياً، هناك لوبيات مثل "نساء ضد ضم الضفة الغربية"، و"لوبي السلام والأمن"، وغيرهما.
الصفحة 47 من 883