المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"لوبي أرض إسرائيل" هو أكبر لوبي فاعل داخل الكنيست الإسرائيلي، ويضم حوالى 52 عضواً ووزيراً ورئيس لجنة في الكنيست، ويعمل على محاربة الفلسطينيين، وحسم الاستيطان في المنطقة المصنفة "ج"، وإنهاء العلاقة مع السلطة الفلسطينية. تستعرض هذه المقالة عمل "لوبي أرض إسرائيل" في الكنيست الحالي.

ما هو لوبي الكنيست (بالعبرية: "شدولا")؟

اللوبي في الكنيست مجموعة من الأعضاء الذين يسعون لحشد دعم أعضاء كنيست آخرين، وأصحاب المناصب في الحكومة، لصالح سياسة معينة أو معارضة سياسة أخرى. ينص النظام الداخلي للكنيست على أن عضو الكنيست الذي ليس وزيرًا أو نائب وزير يمكنه تأسيس لوبي ويكون عضوًا فيه، ويعمل اللوبي خلال فترة ولاية الكنيست التي أنشئ فيها. سكرتير الكنيست يجب أن ينشر قائمة اللوبي وأعضاءه على موقع الكنيست. واللوبي ليس جهة رسمية للكنيست، ولا تحصل على ميزانية منها، لكن يمكن لأعضاء اللوبي عقد اجتماعاتهم في مبنى الكنيست. داخل الكنيست هناك عشرات اللوبيات، التي تأسست للدفع قدماً بأجندات اجتماعية واقتصادية مثل اللوبي للعدالة الاجتماعية، ولوبي العقارات والبنى التحتية، ولوبي الحد من الاستهلاك، وغيرها. سياسياً، هناك لوبيات مثل "نساء ضد ضم الضفة الغربية"، و"لوبي السلام والأمن"، وغيرهما.

ما هو "لوبي أرض إسرائيل"؟

الهدف الرئيس لهذا اللوبي هو تعزيز سيطرة إسرائيل وسيادتها في الضفة الغربية وتوسيعها. تأسس اللوبي خلال دورات كنيست سابقة، وفي السنوات الأخيرة قاد تغييرات جذرية في الخطاب الإسرائيلي لتطبيق السيادة والقانون الإسرائيليين على جميع مناطق الاستيطان، ومنح الاستيطان "شرعية" داخل المجتمع الإسرائيلي. مع بداية عمل الكنيست الحالي، أعيد تأسيس اللوبي وعقد جلسته الأولى في آذار 2023، حيث قدم أوراقه إلى سكرتير الكنيست.

يهدف اللوبي في الكنيست الحالي إلى تحقيق هدفين رئيسين: 1) محاربة الوجود الفلسطيني والبناء الفلسطيني في المنطقة المصنفة "ج"؛ 2) توسيع الاستيطان وضمان تنفيذ الاتفاقيات الائتلافية المتعلقة به، بما يشمل حماية التلال والاستيطان الرعوي وتحقيق رؤية "أرض إسرائيل".

خلال الجلسة التأسيسية لـ"لوبي أرض إسرائيل" مع بداية عمل الكنيست الحالي، وقع أعضاء اللوبي (بمن في ذلك وزراء وأعضاء كنيست) على "ميثاق" للعمل على تحقيق أهداف اللوبي في الكنيست وفي إطار أنشطة وزاراتهم لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية.

من هم أعضاء "لوبي أرض إسرائيل"؟

حالياً يعتبر هذا اللوبي الأكبر داخل الكنيست، وفي نيسان 2024 كان يضم حوالى 52 عضواً من 8 أحزاب إسرائيلية من الائتلاف والمعارضة على حد سواء، ويتمتع بدعم العديد من الوزراء ونواب الوزراء. في رئاسة اللوبي يقف ثلاثة أشخاص 1) ليمور سون هار- ميلخ ("عوتسما يهوديت")، يولي إدلشتاين (الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن)، وسمحا روتمان ("الصهيونية الدينية" ورئيس لجنة الدستور والقانون والقضاء). وأعضاء اللوبي هم، حسب الكتلة البرلمانية:

  1. عن حزب "عوتسما يهوديت": تسفيكا فوغل (رئيس لجنة الأمن القومي)، ألموغ كوهن، إسحق كرويزر.
  2. عن حزب "الصهيونية الدينية": موشيه سولومون، تسفي سوكوت (رئيس لجنة يهودا والسامرة الفرعية)، ميخال وولديغر، أوهيد طال.
  3. عن حزب الليكود: دان إليوز، آلي دلال، تالي غوتليب، ديفيد أمسالم (وزير التواصل الإقليمي)، داني دانون، شالوم دانينو، عاميت هليفي، نيسيم واتوري، أوفير كاتس (رئيس لجنة الكنيست)، حانوخ مالفيتسكي، حافا عطية، آريئيل كلنر، إلياهو ربيبو، بوعاز بيسموت، غاليت أتبريان، أوشر شيكليم، شوشان غواتا، تساغا مالكو، موشيه سعادة، موشيه بيسيل، كاطي شطريت.
  4. عن حزب "اليمين الرسمي": شيرين هسكيل، زئيف إلكين.
  5. عن حزب شاس: يونتان ميشركي، يانون آزولاي، أبراهام بتسلئيل، يوسف طيب.
  6. عن حزب يهدوت هتوراه: يسرائيل آيخلر، إسحق بيندروس، موشيه روط، إلياهو باروخي، يعكوف إيشر.
  7. عن حزب "إسرائيل بيتنا": عودد فورير، يفغاني سوبا، يوليا مالينوفسكي، أفيغدور ليبرمان، حمد عمار (عربي درزي)، شارون نير.
  8. عن حزب "المعسكر الرسمي": بنينا تمنو، ميخال بيطون، متان كهانا.

 

ما هي أهم المواقف السياسية لـ"لوبي أرض إسرائيل؟"

يدفع اللوبي نحو تحويل علاقة إسرائيل تجاه الفلسطينيين بحيث يتم اعتبارهم "أعداء" فقط، وحسب أقوال المديرة التنفيذية لمجلس المستوطنات، سارة ليبمان، التي حضرت الجلسة التأسيسية للوبي: "هذا ليس وقت الصراعات الداخلية بين الإسرائيليين، هناك [في الضفة الغربية] يوجد عدو يطلق النار علينا ويدعو للقضاء علينا كل يوم – لنحاربه". لرؤية التسجيل الكامل للجلسة التأسيسية، أنظر/ي الرابط.[i]

وفي نيسان 2024، وفي خضم النقاش الإسرائيلي حول اليوم التالي للحرب على قطاع غزة، أعلن اللوبي أنه يعارض بشدة أي خطة من شأنها إعادة السيطرة على غزة إلى أيدي الفلسطينيين، وجاء على لسان رؤساء اللوبي: "إن الحديث عن تسليم السيطرة العسكرية على قطاع غزة إلى عناصر 'معتدلة' وفكرة إمكانية التوصل إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية هو إعادة تدوير لحماقة أوسلو وفك الارتباط... ليست السيطرة على قطاع غزة هي التي ستكلفنا الدم والثمن الاقتصادي، بل فك الارتباط من غزة هو الذي كلفنا ثمنا باهظا من الدم وأيضا ثمنا اقتصاديا. يجب علينا ألا نكرّر حماقة فك الارتباط".[ii]

 

[i] https://www.knesset.tv/special-event/video/51650/

[ii] https://www.0404.co.il/?p=985699

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات