ما ان علمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتدهور صحة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حتى بادرت للاحتفال بموته. وأعلنت أنه سيفارق الحياة خلال بضع ساعات. ولكنها سرعان ما اضطرت إلى وقف تهورها والبحث في نتائج وفاة عرفات. وفجأة أخلت الفرحة مكانها للقلق. فما الذي سيحدث إذا توفى الله عرفات وهل إسرائيل مستعدة لذلك؟ وفورا تسارعت الأفكار وبدت إسرائيل الرسمية والإعلامية في موقع من يريد النأي بنفسه عن الظهور بمظهر الفرح أو الشامت.
تتجه الأنظار في اسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء، 25 و26/10، الى الكنيست (البرلمان) الذي سيناقش نوابه الـ120 خطة فك الارتباط الاحادي عن غزة. وسيصوتون مساء الثلاثاء على مبادئها العامة من دون الخوض في الانسحاب أو مواعيده، وذلك وسط اجماع بأن غالبية من 66 - 69 نائباً ستقرها، اكثر من نصفهم محسوب على تياري الوسط واليسار، ما يثير حفيظة معسكر اليمين الذي يتوعد بنشاطات احتجاجية واسعة قد تتصاعد لتشمل اصطفافاً جدياً لإسقاط الحكومة قبل حلول آذار (مارس) المقبل، موعد اقرار الحكومة خطوات عملية وجدولاً زمنياً لتطبيق خطة الانسحاب.
طالب الزعيم الروحي لحركة شاس، الراب عوفاديا يوسيف، أعضاء الليكود وأعضاء الكنيست بالوقوف وقفة رجل واحد والتصويت ضد خطة فك الإرتباط.
وأضاف يوسيف: "هناك خطر أكيد على سكان أشكلون، لأنهم سيكونون في مرمى قذائف الهاون وصواريخ القسام، ولا يوجد لدي أدنى شك في ذلك. قبل ثلاثين سنة تحدثت عن الأرض مقابل السلام، ولا زلت اؤمن بذلك حتى الآن، وأعني السلام الحقيقي وليس مجرد كلام. لا يوجد شريك في عملية السلام، وفي الواقع لا يوجد أحد يمكن التفاوض معه".
جديد "مدار"- الورقة الإسرائيلية 23 : الاستخبارات العسكرية تنغمس في التزييف السياسي
الصفحة 757 من 1047