كتب علاء حليحل:
إذا كنتم تعتقدون أنّ بوش ونظامه يهتمّان حقًا بما يجري في شرق أوسطنا فقد أخطأتم خطأً فظيعًا. هذا، على الأقل، ما يقوله بروفيسور جيرولد شطاينبرغ، الأستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة "بار أيلان" الاسرائيلية، رئيس دائرة "إدارة وتسوية النزاعات والمفاوضات"، والمتخصص في المجال الأمني والدفاعي الاستراتيجي، في حديثه مع "المشهد الاسرائيلي". شطاينبرغ هو واحد من الأسماء البارزة في مجاله، وهو معلق في عدة وسائل إعلام عالمية منها الـ "سي إن إن" والـ "بي بي سي"، وله عمود أسبوعي في جريدة "جيروزاليم بوست" اليمينية، بالاضافة إلى كونه مستشارًا أكاديميًا لأكثر من مؤسسة يهودية عالمية، كما يشغل عضوية لجنة التوجيه في "الكونغرس اليهودي العالمي"، والكثير الكثير من النشاطات اليهودية اليمينية.
يبدو أن أوساط جهاز القضاء الإسرائيلي، التي تركت أخيراً انطباعاً سيئاً عنها عند رجل الشارع العادي، حين ترددت "وتمهمهت" مخيرة أو مكرهة في توجيه اتهامات في قضايا الفساد المنسوبة لرئيس الوزراء أريئيل شارون ونجليه، تحاول الآن "رد الإعتبار" لنفسها أمام الرأي العام، من خلال البحث عن "صيد أسهل"، من خارج صفوف المستوى السياسي الحاكم، تستهدفه بسهام اتهامها مطلقة العنان لوسائل الإعلام لتقيم ضجة كبرى حول مثل هذه القضايا والملفات "الخفيفة" من فضائح الفساد التي تنخر جسم أجهزة ومؤسسات الدولة العبرية على نطاق لا يستهان به.
مع اقتراب موعد تعيين المفتش العام الجديد للشرطة الاسرائيلية، في الاشهر القليلة الاخيرة الماضية، تطلع قائد الشرطة في لواء الجنوب، موشيه كرادي، الى ان يرتقي الى الاعلى من خلال تعيينه، مثلا، قائدا للشرطة في لواء تل ابيب، القدس او شمال اسرائيل. لكنه لم يتوقع ان يرتقي الى اعلى مرتبة في الشرطة وان يصبح المفتش العام للشرطة الاسرائيلية، او كما يحب ان يسمونه في اسرائيل: "الشرطي رقم واحد"، وان تحمل سيارته رقم الترخيص "1".
قبل أربع سنوات قدم صحافي بارع العرض الملخص التالي لعهد "بيبي نتنياهو" في رئاسة الحكومة الاسرائيلية: "يقول بيبي عكس ما يفكر به ويفعل عكس ما يقوله. هذا لا يعني بالضـرورة انه لا يعمل وفـق ما يفـكر به".
الصفحة 754 من 1047