كتب برهوم جرايسي:
شهدت الأيام الأخيرة في إسرائيل حالة تخبط كبيرة في تقديرات الخسائر الاقتصادية جراء الحرب العدوانية الجارية على لبنان، فوزير المالية أبراهام هيرشزون ورئيس الحكومة إيهود أولمرت اكتفيا بالحديث عن حصانة الاقتصاد الإسرائيلي والقدرة على تغطية تكاليف الحرب بعد أربعة أيام من نشوبها، إلا أن تصريحات مشابهة لم تعد تظهر على السطح.
من الصعب، حتى الآن، التكهّن بكيفية وقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان، والتي طاولت البشر والشجر والحجر، كما من السابق لأوانه توقّّع التداعيات الناجمة عنها، على الصعيدين المحلي والإقليمي، وبالنسبة لمستقبل إسرائيل في المنطقة، ومكانتها في إطار الإستراتيجية الأميركية إزاء العالم العربي.
أين تقف الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد اثني عشر يومًا من البدء بها في 13 تموز 2006؟ ما هي التداعيات التي تثيرها بالنسبة للوضع الداخلي في إسرائيل وأداء الحكومة الجديدة برئاسة إيهود أولمرت؟ ما هو مآلها، وكيف سيتراءى جوهر الإسقاطات التي ستترتب على هذا المآل على مستوى إسرائيل والمنطقة برمتها؟.
بعد مضي تسعة أيام على الحرب الإسرائيلية على لبنان، ركزت لهجة القيادات العسكرية الإسرائيلية حيال أهداف العمليات على «استعادة الهيبة المفقودة للجيش» و«تصفية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله» وضرب القواعد العسكرية للحزب قبل بدء المساعي الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية، وذلك في موازاة الحديث عن استحالة الحسم العسكري.
الصفحة 576 من 1047