المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

عبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد – 27.12.2009، عن أمله في أن تستجيب رئيسة حزب كديما والمعارضة، تسيبي ليفني، لدعوته بالانضمام على الحكومة لكنه رفض في الوقت ذاته شروط ليفني مشددا على أنه لن يمنح أية حقيبة وزارية لكديما.

وقال نتنياهو لدى افتتاحه اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي "لقد التقيت مع رئيسة المعارضة وقلت لها إني مصر على توسيع الحكومة، وأنا آمل أن يستجيب كديما لدعوتي مثلما استجاب (زعيم الليكود في حينه مناحيم) بيغن لاحتياجات الفترة وانضم في العام 1967 إلى حكومة تتولى مهامها" وأردف أنه "مثلما كان في حينه، فإن ما يوحدنا اليوم أكبر مما يفرق".

ويشار إلى أن بيغن الذي كان يتزعم حزب "حيروت" الذي أصبح لاحقا حزب الليكود كان قد انضم إلى حكومة حزب العمل برئاسة ليفي أشكول في الخامس من حزيران 1967 وهو اليوم الذي نشبت فيه حرب الأيام الستة.

وكان نتنياهو قد التقى ليفني يوم الخميس الماضي بهدف إطلاعها على آخر المستجدات في المجال السياسي والأمني وخصوصا بما يتعلق بقرار إسرائيل وردها على اقتراح الوسيط الألماني في صفقة تبادل الأسرى وذلك بصفتها رئيسة للمعارضة. ويتوقع أن يلتقي نتنياهو وليفني مساء اليوم لمتابعة الاتصالات حول احتمال انضمام كديما إلى الحكومة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه في موازاة هذه الاتصالات يواصل نتنياهو والمقربين منه في محاولات تهدف إلى شق صفوف حزب كديما بواسطة اتصالات يجرونها مع أعضاء كنيست من كديما وإغرائهم بمناصب في وزارية ومناصب أخرى في الحكومة.

ويستبعد قياديون في كديما والمحللون الإسرائيليون أن توافق ليفني على الانضمام إلى حكومة نتنياهو خصوصا على ضوء رفض نتنياهو الغالبية العظمى من شروط ليفني.

ويرفض نتنياهو شروط ليفني فيما يتعلق بتشكيل طواقم تفاوض بين الليكود وكديما وفتح الاتفاقيات الائتلافية وتغيير الخطوط العريضة للحكومة كما يرفض منح حقائب وزارية لكديما وفي المقابل وافق نتنياهو على تحريك العملية السياسية مع الفلسطينيين ولا يزال موقفه من مطلب ليفني بتغيير طريقة الحكم في إسرائيل غير معروف.

ويرجح أن نتنياهو وليفني يستعدان لإمكانية أن ينتهي الاجتماع بينهما مساء اليوم بدون نتائج رغم أن هذه النتيجة قد تؤدي بقسم من أعضاء الكنيست من كديما إلى الانسحاب من الحزب وتشكيل كتلة مستقلة في الكنيست أو الانتقال إلى صفوف حزب الليكود.

ويتوقع أنه في حال انتهاء الاجتماع بدون اتفاق أن يلقي نتنياهو المسؤولية على ليفني فيما الأخيرة ستعمل على الحصول على دعم أعضاء الكنيست من حزبها والتفافهم حولها رغم أن قسما من أعضاء الكنيست المرشحين للانسحاب من الحزب يدعون ليفني إلى الموافقة على الانضمام إلى الحكومة.
وقالت صحيفة هآرتس إن ليفني تدرك جيدا أن نتنياهو ينصب لها فخا وأنها مضطرة إلى المشاركة في اللعبة وحضور الاجتماع بينهما وحتى التشاور مع رفاقها في الحزب.

ونقلت الصحيفة عن ليفني قولها أمس إنه "إذا كان رئيس الوزراء يعتقد أن تهديداته بمواصلة المناورة النتنة بشق كديما ستكون العامل المركزي الذي سيؤثر عليّ لاتخاذ القرارات فإنه مخطئ ولا يدرك مع من يتعامل".
أضافت هآرتس أنه من الجهة الأخرى فإن نتنياهو يدرك أن ليفني في أوج ضعفها داخل كتلتها منذ انتخابها رئيسة لكديما وأنها مضطرة إلى خوض حروب داخل حزبها.
وفي هذه الأثناء أجرت ليفني محادثات عديدة مع أعضاء كنيست وقياديين في كديما كما تحدثت أمس مع الرجل الثاني في كديما وخصمها شاؤل موفاز الذي يطالب بإجراء انتخابات داخلية على رئاسة الحزب فيما ترفض ليفني ذلك في التوقيت الحالي.

وطلبت ليفني من موفاز معرفة رأيه فيما يتعلق باقتراح نتنياهو ورد عليها موفاز بالقول إنه ينبغي تشكيل طواقم تفاوض مؤلفة من مندوبين عن كديما والليكود فيما أوضحت ليفني أنها تؤيد ذلك لكن نتنياهو يرفض.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات