المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، المبادرة الفرنسية بخصوص "هدنة إنسانية" ووقف العملية العسكرية في قطاع غزة لمدة 48 ساعة في قطاع غزة ووضع أربعة شروط أمام حماس لاستئناف التهدئة. وأفادت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الأربعاء – 31.12.2008، بأن "المطبخ الصغير" الذي يضم أولمرت ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، ووزير الدفاع، ايهود باراك، رفض، خلال اجتماع عقده الليلة الماضية، المبادرة الفرنسية بالشكل الذي طرحه وزير الخارجية، برنارد كوشنير. لكن إسرائيل بلورت شروطا لموافقتها على وقف العملية العسكرية في القطاع.

وكان كوشنير قد هاتف باراك مرتين، أمس، وطرح عليه المبادرة بخصوص الهدنة. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن باراك وافق على التوصية أمام "المطبخ الصغير" بقبول الهدنة شريطة أن تتوقف الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عن إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه لدى دخول الثلاثة إلى اجتماع "المطبخ الصغير"، كانت مواقفهم متباينة حيث تحفظ اولمرت من المبادرة الفرنسية فيما أيدها باراك، أما ليفني فإن مقربين منها قالوا أنها لم تكن قد بلورت موقفا قبل الاجتماع. وانتقد أولمرت وليفني باراك بسبب وقوفه وراء الأنباء التي ترددت، أمس، في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول توصية قدمتها وزارة الدفاع إلى أولمرت بالموافقة على هدنة. وأضافت الصحيفة أن أولمرت أوضح خلال الاجتماع أنه لن يطرح موضوع الهدنة على طاولة بحث الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية، التي ستلتئم اليوم، لبحث استمرار العمليات العسكرية في القطاع، وذلك بعد أن قال رئيس الشاباك، يوفال ديسكين، خلال الاجتماع إنه "لا توجد مشكلة إنسانية في القطاع". وقرر "المطبخ الصغير" أن تستمر إسرائيل في إجراء مباحثات مع زعماء دول، بينها فرنسا وتركيا، حول كل ما يتعلق بالحرب على غزة.

واقترح باراك على أولمرت وقف الهجمات في قطاع غزة لمدة 48 ساعة قبل شن عملية عسكرية برية وذلك بهدف استنفاذ المحاولة للتوصل على اتفاق إطار لوقف إطلاق النار. ونقلت يديعوت أحرونوت عن مقربين من باراك قولهم إنه خلال اليومين المقبلين ستدقق إسرائيل في مدى جدية نوايا حماس، وفي حال ساد هدوء سيبدأ الجانبان مفاوضات غير مباشرة حول اتفاق تهدئة. واعتبروا أن خطوة كهذه "ستمنح إسرائيل نقاطا لصالحها في العالم".

من جهة ثانية أفادت صحيفة هآرتس بأن أولمرت بلور أربعة شروط أساسية للموافقة على وقف إطلاق النار. ونقلت هآرتس عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن أولمرت وضع أربعة شروط أمام حماس لاستئناف التهدئة، وهي وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، ووقف العمليات مع التشديد على الأنفاق المفخخة وزرع العبوات الناسفة على طول الشريط الحدودي، ووقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وإنشاء نظام مراقبة للتأكد من تطبيق حماس لهذه الشروط.

من جهة ثانية نقلت هآرتس عن أولمرت زعمه خلال محادثات أجراها معه زعماء دول أجنبية اتصلوا معه في الأيام الأخيرة أن "زعماء عرب يحثوني على عدم وقف العملية العسكرية والاستمرار في توجيه الضربات العسكرية ضد حماس". وأضافت هآرتس أن أولمرت يعتبر أن العمليات العسكرية لم تستنفذ نفسها وأنه حتى لو وافق على هدنة لثماني وأربعين ساعة، فإنه معني بإنهاء سلسلة عمليات عسكرية في القطاع من اجل توجيه المزيد من الضربات لحماس وإضعافها ودفعها إلى طلب وقف إطلاق نار طويل الأمد بشروط جيدة بالنسبة لإسرائيل.

وفي غضون ذلك صادقت الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية، من خلال محادثات هاتفية أجراها مع الوزراء سكرتير الحكومة عوفيد يحزقيل، على إصدار أوامر عسكرية لتجنيد 2500 جندي في الاحتياط إضافة إلى 6700 جندي احتياط تم تجنيدهم في مطلع الأسبوع الحالي وذلك استعدادا لاحتمال شن عملية برية في القطاع.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات