المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

تبين من حسابات أجراها الجيش الإسرائيلي أن إعادة احتلال أجزاء من قطاع غزة سيكلف الخزينة الإسرائيلية حوالي 17 مليون شيكل يوميا و500 مليون شيكل شهريا. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 24.11.2008، أن هذه التكلفة الهائلة هي أحد الأسباب التي تردع إسرائيل من شن عملية عسكرية واسعة تعود من خلالها إلى احتلال أجزاء في القطاع.

وقالت هآرتس إن هذه المبالغ هي فقط تكلفة تزويد الاحتياجات الإنسانية الفورية للفلسطينيين الذين يسكنون في مناطق معينة ستقع تحت السيطرة الإسرائيلية في حال تم إعادة احتلال القطاع. وكان الجيش الإسرائيلي قد أجرى هذه الحسابات قبل عام عندما كان يستعد لإمكانية احتلال القطاع، وتتعلق بتكلفة تزويد السكان الفلسطينيين بالحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، مثل طعام الأطفال ووجبة أساسية للكبار والأولاد. ولا تدخل في هذه الحسابات تكلفة تواجد قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع والتي سيكون بينها قوات احتياط.

ونقلت هآرتس عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنه عندما يبحث جهاز الأمن في جوانب عدة لاحتمال احتلال القطاع فإنه ملزم بالتطرق إلى مسائل كهذه، وخصوصا في فترة أزمة اقتصادية عالمية وفي ظل خلافات في الحكومة الإسرائيلية حول حجم ميزانية الأمن. وأضاف المسؤول الأمني أنه "عندما يسألون ما إذا كان بإمكان الجيش الإسرائيلي احتلال قطاع غزة، فإن الإجابة المهنية تكون إيجابية. واضح أنه نعم، رغم أنه مفهوم لجميعنا بأن هذه لن تكون رحلة سنوية. سيمر وقت وسيرافق ذلك سقوط إصابات كثيرة، في جانبنا وبين السكان المدنين الفلسطينيين، لكن سيتم إنجاز المهمة".

وأضاف المسؤول الأمني أنه "إذا أردنا تنفيذ عملية عسكرية كهذه، فإنه علينا أن نأخذ بالحسبان قضايا أخرى. ينبغي، مثلا، الأخذ بالحسبان العلاقة بين الجبهات المختلفة. هل الدخول (اجتياح) إلى غزة لن يؤدي إلى إشعال فتيل الجبهة الشمالية أيضا، والتي تعتبر حساسة أكثر، ومواجهة حزب الله؟ والأمر الذي لا يقل أهمية عن ذلك هو ماذا سنفعل في اليوم التالي (بعد احتلال القطاع)؟ لمن سنسلم العصا (أي المسؤولية على القطاع)؟ ثمة مجموعة كبيرة من المهمات التي تلزم القوة المحتلة بأن تتحمل المسؤولية حيالها، وكنا سعداء بالتخلص منها عندما انسحبنا من غزة، بدءا من معالجة الحيوانات وحتى عمل جهاز التعليم. وهذه أمور يجب التفكير فيها أيضا، خصوصا عندما لا يكون واضحا متى ستتمكن من الانسحاب وتسليم المسؤولية ولمن ستسلمها".

وقالت هآرتس إن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تتحفظ من شن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع. وأضافت الصحيفة أنه حتى بعد التصعيد الحاصل في الأسابيع الأخيرة، فإن الانطباع السائد لدى قيادة الجيش الإسرائيلي هو أن وجهة حماس هي نحو استمرار التهدئة، على الأقل في المدى القريب.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات